359

وهو عم ابي حمو ووالده عبد الله، بعد ان اطلق سراحه من السجن، ووضع على العرش، ولكنه لم يتمنع بذلك كثيرا، لأن هذا العرش كان مطمع التركي باربروس، الذي قتل أبا زيان غدرا وأصبح ملكا على المملكة. ولكن عند ما طرد الشعب أبا حمو، ذهب فورا إلى وهران وسافر منها الى أسبانيا لمقابلة صاحب الجلالة الامبراطور شارل. وناشده بكل تواضع وتضرع ان ينجده ويساعده ضد أهالي تلمسان وضد التركي باربروس، وقد برهن الامبراطور الكبير على رحمة وشفقة ندر أن بدا مثلهما من أسلافه، حتى إنه عفا عن الملك وأرسل معه جيشا طيبا وعظيما دخل أبو حمو بواسطته إلى مملكته وقتل باربروس مع عدد من جماعته (10).

وبعد هذه الأحداث كافأ أبو حمو القوات الاسبانية، ورغبة منه في الطمأنينة، ظل وفيا لتعهداته التي قطعها على نفسه تجاه الامبراطور وذلك بأن راح يرسل له كل عام الجزية المحددة (11). وقد تمسك بهذه المعاهدة مدة حياته. وبعد موته (12)، آلت المملكة إلى اخيه عبد الله الذي رفض طاعة الامبراطور وتنفيذ بنود المعاهدة التي وقع عليها أخوه. وذلك بسبب الثقة التي كانت له في قوة سليمان، امبراطور الأتراك.

ولكن السلطان هذا لم يقدم له سوى القليل من العون. ولا يزال عبد الله حيا حتى الساعة الحالية ويعمل على تدعيم سلطته (13).

Page 381