145

حتى لقد أصبحت ترغه ملجأ للبوم. (251)

بولوان

بولوان مدينة صغيرة أنشئت على ضفة نهر أم الربيع. وتضم قرابة خمسمائة عائلة.

وكان يسكنها عديد من النبلاء الذين كانوا من كرام الناس. وتقع في منتصف الطريق من فاس إلى مراكش (252). وقد بنى سكان هذه البليدة عمارة ذات غرف عديدة مخططة في صورة حظيرة واسعة. ويستضاف كل المارة بالبلدة بإكرام في هذا المنزل على نفقة السكان، لأن هؤلاء الناس أغنياء جدا بالقمح وبالماشية. ولدى كل واحد فيها زهاء مائة زوج من الابقار، وبعضهم يحصد حوالي مائة حمل من القمح (253) وأن منهم من يجني ثلاثة آلاف. والعرب هم الذين يشترون هذا القمح ويمتارون منه للعام كله.

وفي عام 920 ه (254) أرسل ملك فاس أخاه (255) لحماية منطقة دكالة وحكمها.

وما أن وصل هذا قرب بولوان حتى علم بنبأ مفاده أن قبطان آزامور سيأتي ليخرب هذه المدينة وليأخذ سكانها أسرى. وهكذا أرسل على الفور قائدين مع ألفي فارس وقائدا آخر مع ثمانمائة من رماة النبل لنجدة بولوان. وفي الوقت الذي وصلت فيه هذه القوات كانت القوات البرتغالية قد وصلت أيضا. وبما أن البرتغاليين تلقوا دعما مؤلفا من ألفي عربي (256) فقد تحقق لهم التفوق. وعند ما حصروا رماة ملك فاس في وسط السهل، أعملوا السيف فيهم جميعا باستثناء عشر أو اثني عشر مع بقية القوات التي هربت الى الجبال. والواقع أن المغاربة المسلمين قد أعادوا تنظيم قواتهم وقاموا بهجوم مضاد وأخذوا

Page 165