143

الخيول. وقد ضم ملك فاس سكانها إلى مملكته خشية البرتغاليين، فقد بلغه بالفعل أن عجوزا، وهو رئيس حزب في المدينة، نصح للسكان أن يدفعوا الجزية لملك البرتغال.

وقد شاهدت هذا العجوز وهو يقاد حافيا مقيدا بالأغلال. وقد تملكتنى شفقة كبيرة عليه لأن هذا الرجل المسكين كان مضطرا لأن يعمل ما عمل، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه من الأفضل دفع الجزية عوضا عن خسارة الأملاك وتضحية الأرواح البشرية. وتوسط عدة أشخاص لدى الملك طالبين الإفراج عنه وحصلوا على ذلك لقاء دفع غرامة. وظلت المدينة بعد ذلك خاوية على عروشها. وحدث هذا سنة 921 ه (239).

المائة بير، مدينة في دكالة (240)

وهي بليدة صغيرة فوق تل كلسي. ونجد في خارج البلدة العديد من الصوامع التي اعتاد السكان أن يخزنوا فيها حبوبهم. ويقول أهل البلاد أنه أمكن تخزين القمح في أثناء مائة سنة بدون أن يفسد أو أن تتغير رائحته. وبسبب هذا العديد من الصوامع، التي تشابه الآبار، دعيت هذه المدينة، مدينة المائة بير (241). وسكانها قليلون جدا ولا نجد فيها أي صانع، باستثناء بعض الحدادين اليهود، وفي الوقت الذي نقل فيه ملك فاس سكان «المدينة» (التي عقدت لها فقرة قبل بلدة المائة بير) ليستوطنوا أراضيه، رغب أيضا في أن يسوق أمامه هؤلاء أيضا (أي سكان المائة بير)، ولكنهم امتنعوا عن هذا النزوح وهربوا إلى آسفي كيلا يتركوا وطنهم. ولما رأى الملك ذلك منهم خرب مدينة المائة بير حيث لم يجد شيئا سوى بعض الغلال والعسل وأشياء ثقيلة عديمة القيمة (242).

Page 163