40- قال عبد الملك: وحدثني بعضهم أن في كل خيمة من خيام الجنة التي هي من لؤلؤة مجوفة طولها أربع فراسخ في أربع فراسخ، وفي الارتفاع مثل ذلك سرد عليها من الدر، والياقوت، وعلى كل سرير فرش منضودة ملونة بعضها فوق بعض، وأمام كل سرير طنفسة قد طبقت الخيمة منسوجة بالدر والياقوت والزبرجد في قضبان الذهب، والفضة، وعلى كل سرير زوجة من الحور العين يطفئ نورها نور الشمس مع كل زوجة سبعون جارية، وسبعون غلاما كما قال الله: {ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون}، وبين يدي/ كل سرير كرسي من جوهر يرتقي عليه ولي الله حتى يجلس على سريره، فينظر إلى أساس خيمته طريقة بيضاء، وطريقة حمراء، وطريقة خضراء يكاد نورها يغشى نور بصره، ثم يعانق زوجته، ويلتذ بها مقدار سبعين سنة لا تنقطع شهوته، ونهمته، ثم ينتقل عنها إلى غيرها هكذا ما اشتهت نفسه، ولذت عينه أبدا دائما.
ما جاء في صفة درجات الجنة
41- قال عبد الملك في قول الله تعالى: {وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا}، وفي قوله تعالى: {أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} ثم قال: الدرجات هي المنازل، والفضيلات، وإنما معنى الدرجة في الجنة الفضيلة، والمنزلة التي يفضل الله بها بعضهم على بعض على قدر أعمالهم في الدنيا بطاعته، ألا ترى قوله تعالى: {انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض} يعني في الرزق في الدنيا، وللآخرة أكبر درجات يعني فضيلات، ومنازل، ثم بين ذلك، فقال: {وأكبر تفضيلا} والدرجات في الجنة، والمنازل التي فضل بها بعضهم على بعض مائة درجة، فأهل كل درجة، ومنزلة، وفضيلة هم رفقاء ليس أنهم رفعاء في المطعم، والمشرب، والمسكن، ولكن لما جمعتهم فضيلة واحدة، ألا ترى إلى قوله تعالى: {ومن يطع الله/ والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} وهم الرفقاء لاجتماعهم في تلك الدرجة، وتلك الفضيلة، وتلك المنزلة.
Page 17