Avertissement aux croyants contre le jugement par d'autres lois que celles révélées par le Très Miséricordieux

Ismail al-Is'irdi d. 1350 AH
19

Avertissement aux croyants contre le jugement par d'autres lois que celles révélées par le Très Miséricordieux

تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٠٧هـ

Lieu d'édition

المدينة المنورة

Genres

لأنهم لم يسلكوا طريق الناجين الفائزين من هذه الأمة وهم الصحابة ومن تبعهم ولا قصدوا قصدهم بل خالفوهم في الطريق والقصد معا". ولقد صدق والله فيما نطق، هذا حال جلنا إن لم يكن كلنا فلا حول ولا قوة إلا بالله وإلى الله المشتكى من فساد قلوبنا ونياتنا وأحوالنا وأخلاقنا فقد بلغ الفساد بنا مبلغا لا يمكن أن ينهض بنا ناهض لشيء من معالي الأمور إلا من ساعدته يد التوفيق وما أقلهم بل هم أعزمن الكبريت الأحمر. ثم لو لم يكن في القرآن المجيد في الزجر عن اتباع القوانين البشرية غير هذه الآية الكريمة لكفت العاقل اللبيب الذي أوتي رشده وأهمه صلاح قلبه عن تطلب غيرها، فكيف والقرآن كله يدعو إلى تحكيم ما أنزل الله وعدم تحكيم ما عداه، إما تصريحا وإما تلويحا وله جاهد من جاهد ويجاهد من يجاهد من عباد الله المتقين من لدن بعث سيدنا محمد ﷺ إلى يوم تقوم الساعة وقد صح عنه ﵌ أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا خلاف من خالفهم حتى يأتي أمرالله" - وأنه قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة". فعلمنا بذلك أن من الممتنع بالسمع أن يتمالأ العالم كلهم شرقا وغربا من أمة سيدنا محمد ﷺ على اتباع القوانين البشرية وعدم المبالاة بالقانون الإلهي بل لابد أن يكون فيهم ولو واحد ينكر على هؤلاء الكل إما بلسانه إن أمكنه ذلك ولم يفتكوا به وإما بقلبه إن لم يمكنه وظن الفتك به كما قد كان أيام الاستبداد. والغرض بيان أن طائفة الحق لا تزال تقاتل وتجاهد على تحكيم

1 / 25