Héritiers des royaumes oubliés : religions déclinantes au Moyen-Orient
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
Genres
كهنة سامريون مجتمعون هنا لقربان عيد الفصح. حقوق الطبع والنشر لحنان ياساكر/جيتي إيمدجز.
انتهى التجمع، وبدأ الناس في الرحيل في صفوف طويلة. فقد حان وقت بدء مراسم تقديم القرابين. اعتاد السامريون، منذ عقود، على التجمع في خيام على الجبل من أجل تأدية المراسم، ولكن الآن كانت توجد منطقة مصممة خصوصا للحدث، محاطة بسياج من الأسلاك الشائكة. وكان مئات السياح يتدافعون نحو السياج، وحاول بعضهم التسلق فوقه، مما أثار صيحات حراس الأمن الأقوياء البنية. كان السامريون الآن متجمعين داخل المنطقة المسيجة، بعدما شقوا طريقهم بصعوبة عبر الحشود ليدخلوا تلك المنطقة. كان الكهنة يلبسون أرديتهم التقليدية الملونة؛ وكان الرجال السامريون الآخرون يرتدون مآزر بيضاء وقبعات بيسبول استعدادا للعمل الدموي الذي كانوا على وشك إجرائه. ووقفت النساء بالخلف مع الأطفال الأصغر سنا. ووفقا لقواعد عيد الفصح المنصوص عليها في سفر الخروج، فإن كل عائلة كبيرة بما فيه الكفاية تجلب حملا لتقدمه قربانا. لذلك جمع قطيع صغير من الحملان وسط حشد السامريين، بينما كانت تملأ حفر كبيرة في أحد طرفي المنطقة المسيجة بالحطب المعد للحرق، وتجهز أكوام من التراب في مكان قريب، مما كان يحمل نذيرا بالسوء للحملان.
كاهن سامري يرتاح بعد تضحية عيد الفصح، دم الحمل يظهر بوضوح على جبهته. صورة مأخوذة بواسطة المؤلف.
كان كبار الكهنة ينشدون الأغاني بينما كانت الحملان تساق إلى مكان الذبح، حيث كانت الهياكل المعدنية جاهزة. ثم عندما ذبحت الحملان، أطلق السامريون صيحة عظيمة. وبدأ الرجال الذين يرتدون المآزر في العمل، وعلقوا الذبائح على الهياكل المعدنية حتى يتمكنوا من سلخها. وبدءوا يهتفون بفرح ، وهم يغنون بالعبرية القديمة، «الرب إلهنا رب واحد!» وهم يتبادلون الإشارات والإيماءات فيما بينهم. وأنشدوا أبياتا من أغنية البحر، وهي الأغنية الاحتفالية التي غناها بنو إسرائيل بعد خلاصهم من مصر: «مركبات فرعون وجيشه ألقاهما في البحر.» جمع دم الحملان، وجهز للرسم به على عتبات أبواب القرية بعصا نبات الزوفا. أخيرا وضعت الحملان المذبوحة في أسياخ للشي. وبمجرد أن يحترق الحطب الموجود في الحفر كليا ويتحول إلى فحم، تطهى الحملان وهي مغطاة بطبقة من التراب فوقها للاحتفاظ بالحرارة. كان هذا، كما وعدني بيني، مشهدا مستخرجا من الماضي البعيد.
لقد تحدى السامريون قرونا من التوقعات المتشائمة التي أطلقها أولئك الذين زاروهم خلال مرحلة انحدارهم الطويلة. علق كاتب إنجليزي سنة 1714: «لقد استمرت طائفة السامريين حتى الآن في العالم نحو 2400 سنة، وتقريبا في المكان ذاته حيث ظهرت أول مرة. لذلك لا عجب في أن شيئا ما بهذه الروعة يمكن أن يثير الفضوليين.» لكنه خلص إلى أنه «بعد مدة قصيرة لن يكون لهم وجود في المكان الذي استمروا فيه مدة طويلة جدا؛ وقريبا لن يعثر على اسمهم في أي موضع سوى التاريخ.» وفي خمسينيات القرن التاسع عشر، كان المبشر الويلزي ميلز متشائما بالقدر ذاته. وتنهد قائلا: «قبل أن تتوفى أجيال كثيرة، على الأرجح ستكون هذه الأمة قد اندثرت.» ولكن ثبت أنهم جميعا كانوا مخطئين.
فهنا، على أحد الجبال المقدسة في الأرض المقدسة، كان رئيس الكهنة رقم 132 (كان الأول هارون، شقيق موسى)، يرتدي ثيابا زاهية، ويستريح مع زملائه بعد المجهود المبذول في قربان عيد الفصح. وجاءت نساء الطائفة لتقبيل أيديهم. وكانت جباه الأبناء البكر معلمة بدم الحملان. وفوق هذا المشهد الذي يبدو يهوديا، أعلنت لافتة أن شركة الاتصالات الفلسطينية كانت ترعى هذا الحدث. ربما كان من السهل جدا تخيل أن التجربة السامرية، بما فيها من قيود وعدم استقرار واعتمادها على حسن نية كل من السلطات الإسرائيلية والفلسطينية، قد توفر أساسا للتعايش المشترك بين جميع الطوائف المختلفة في هذا المكان المضطرب. لكن من المؤكد أنها تمنح على الأقل بصيصا من الأمل.
الفصل السادس
الأقباط
التاريخ: يوم الجمعة العظيمة عام 1727 للشهداء. وافق ذلك شهر برمودة، عندما تهب الرياح الترابية الموسمية على طول وادي النيل، حيث يحين وقت حصاد القمح وتجنب ارتفاع حرارة الشمس. في مثل هذا الوقت من العام، لآلاف السنين، صلى المصريون من أجل ارتفاع منسوب مياه النيل وري حقولهم بالمياه الغنية بالطمي في أرض كانت واحدة من أكثر الأماكن جفافا على وجه الأرض. لذا كانوا يصلون الآن، وهم متجمعون حولي، من أجل «ارتفاع منسوب مياه الأنهار». لو أغمضت عيني في لحظات معينة، لتخيلت نفسي في مصر القديمة. ولكن في التقويم الغربي، كان العام هو 2011، وكان أقرب نهر هو نهر التايمز؛ وبعينين مفتوحتين، كان بإمكاني رؤية الواجهة الجميلة لشرفات لندن من خلال النوافذ ذات الزجاج الملون.
إن كنيسة القديس مرقس، بكنسينجتون، مكرسة لمبشر القرن الأول الإنجيلي الذي، وفقا للتقاليد، جلب المسيحية لأول مرة إلى مصر. وأولئك المصريون الذين ظلوا مسيحيين يعرفون بالأقباط. تتباين تقديرات أعدادهم تباينا كبيرا، من أربعة ملايين إلى اثني عشر مليونا، بالإضافة إلى الجاليات في السودان، وليبيا، والغرب. وبسبب انقسام الكنيسة المسيحية في القرن الخامس حول طبيعة المسيح، طور الأقباط منذ ذلك الحين شكلهم المتمايز من المسيحية، المتمثل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحت قيادة بطريرك الإسكندرية. وانتشر هذا النهج القبطي من المسيحية جنوبا من مصر إلى إريتريا وإثيوبيا؛ وربما سافر يوما ما إلى الشمال أيضا. وعندما كرس الزعيم القبطي (الذي يطلق عليه هو الآخر لقب «البابا») شنودة الثالث، بطريرك الإسكندرية رقم 117، كنيسة القديس مرقس في عام 1979، كانت حينئذ الكنيسة القبطية الوحيدة في أوروبا. لكن هذا لم يكن أمرا جديدا بقدر ما كان عودة إلى أمر قديم. إذ يشير كتاب أيرلندي من القرن الثامن عن الشهداء إلى «الرهبان المصريين السبعة المقدسين الذين يرقدون في صحراء أولاه». وربما كان للرهبان الأقباط، مثل أولئك الذين استقروا في أيرلندا، دور ما في تشكيل الكنيسة الأيرلندية الأولى؛ التي شاركت الأقباط تركيزهم على الرهبنة، وتقشفهم.
Page inconnue