[فخرج] فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
«أما بعد؛ فاتقوا الله عباد الله، ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة، فان فيهما يهلك الرجال، وتسفك الدماء، وتغصب الأموال ... إني لم اقاتل من لم يقاتلني، ولا أثب على من لا يثب علي، ولا اشاتمكم، ولا أتحرش بكم، ولا آخذ بالقذف ولا الظنة ولا التهمة، ولكنكم إن أبديتم صفحتكم لي، ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم، فو الله الذي لا إله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن لي منكم ناصر! أما إني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل».
فقام إليه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي (1)- حليف بني امية- فقال:
إنه لا يصالح ما ترى إلا الغشم [أي الظلم]، إن هذا الذي أنت عليه فيما بينك وبين عدوك رأي المستضعفين»!.
فقال [النعمان بن بشير]:
«أن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إلي من أن أكون من الأعزين في معصية الله»! ثم نزل.
وخرج عبد الله بن مسلم وكتب إلى يزيد بن معاوية:
«أما بعد: فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة، فبايعته الشيعة للحسين بن علي، فان كان لك بالكوفة حاجة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك، ويعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف؛ أو هو يتضعف».
ثم كتب إليه عمارة بن عاقبة (2) بنحو من كتابه.
Page 101