ليلا وخندقا وهما متساندان كل واحد منهما على حدته فوجه صالح شبيبا الى الحرث بن جعوبة في شطر أصحابه وتوجه هو نحو خالد السلمي. فاقتتلوا أشد قتال اقتتله قوم حتى حجر بينهم الليل وقد انتصف بعضهم من بعض. فتحدث بعض أصحاب صالح قال كنا اذا حملنا عليهم استقبلنا رجالهم بالرماح ونضحنا رماتهم بالنبل وخيلهم تطاردنا في خلال ذلك. فانصرفنا عند الليل وقد كرهناهم وكرهونا فما رجعنا وصلينا وتروحنا وأكلنا من الكسر دعانا صالح. وقال : يا اخلائي ماذا ترون؟ فقال شبيب : انا ان قاتلنا هؤلاء القوم وهم معتصمون بخندقهم لم ننل منهم طائلا. والرأي أن نرحل عنهم. فقال صالح وأنا ارى ذلك فخرجوا من تحت ليلتهم حتى قطعوا أرض الجزيرة وأرض الموصل ومضوا حتى قطعوا أرض الدسكرة. فلما بلغ ذلك الحجاج سرح عليهم الحارث بن عميرة في ثلاثة آلاف. فسار اليهم وخرج صالح نحو كلولاء وخانقين واتبعه الحرث. حتى انتهى الى قرية يقال لها الريح وصالح يومئذ في تسعين رجلا فعبى الحرث بن عميرة أصحابه ميمنة وميسرة. وجعل صالح أصحابه ثلاثة كراديس. وهو في كردوس. وشبيب في ميمنته في كردوس وسويد بن سليم في كردوس في ميسرته في كل كردوس منهم ثلاثون رجلا فلما شد عليهم الحرث بن عميرة انكشف سويد بن سليم. وثبت صالح
Page 140