﴿ولو أنَّهم آمنوا﴾ بمحمَّدٍ ﵇ والقرآن ﴿واتقوا﴾ اليهوديَّة والسِّحر لأثيبوا ما هو خيرٌ لهم من الكسب بالسِّحر وهو قوله تعالى: ﴿لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يعلمون﴾ ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا﴾ كان المسلمون يقولون للنبي ﷺ: راعنا سمعك وكان هذا بلسان اليهوديَّة سبًَّا قبيحًا فلمَّا سمعوا هذه الكلمة يقولونها لرسول الله ﷺ أعجبتهم فكانوا يأتونه ويقولون ذلك ويضحكون فيما بينهم فنهى الله تعالى المؤمنين عن ذلك وأنزل هذه الآية وأمرهم أن يقولوا بدل راعنا ﴿انظرنا﴾ أَيْ: انظر إلينا حتى نُفهمك ما نقول ﴿واسمعوا﴾ أيْ: أطيعوا واتركوا هذه الكلمة لأنَّ الطَّاعة تجب بالسَّمع ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ من ربكم﴾ أَيْ: خيرٌ من عند ربكم ﴿والله يختص برحمته﴾ يخصُّ بنبوَّته ﴿مَنْ يشاء والله ذو الفضل العظيم﴾ ﴿ما نَنْسَخْ من آية أو ننسها﴾ أي: مانرفع آيةً من جهة النَّسخ بأن نُبطل حكمها أو بالإِنساءِ لها بأنْ نمحوها عن القلوب ﴿نأت بخير منها﴾ أَيْ: أصلح لمن تُعبِّد بها وأنفع لهم وأسهل عليهم وأكثر لأجرهم ﴿أو مثلها﴾ في المنفعة والمثوبة ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ﴾ من النِّسخِ والتَّبديل وغيرهما ﴿قدير﴾ نزلت هذه الآية حين قال المشركون: إنَّ محمدًا يأمر أصحابه بأمرٍ ثمَّ ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ويقول اليوم قولًا ويرجع عنه غدًا ما هذا القرآن إلاَّ كلام محمد فأنزل الله تعالى هذه الآية وقولَهُ: ﴿وإذا بدَّلنا آية مكان آيةٍ﴾ الآية