هز رويل كتفيه. وقال: «لو حدث هذا الاحتمال، وهو احتمال بعيد، فسأعطيك الألف دولار وسألعب معك عليها مرة أخرى.» «فهمت. وهذا يعني أنك غششت الليلة.» «صحيح، إذا كنت ترغب في تسمية الأمر هكذا.» «وماذا إذا اتهمتك بأنك غشاش معترف على نفسه؟» «لن يعنيني ذلك كثيرا. ولن أزعج نفسي حتى بمحاولة إنكار ذلك. لن يصدقك أحد.» «أنت تتمتع بثقة نفس كبيرة يا بوني، وأنا معجب بوقاحتك. ولكن، هناك بعض الصفات السخيفة التي تتحلى بها.» «أوه، أتقصد محاولتي إصلاحك؟ لا تخطئ الظن في ذلك. إنها فكرة ميليش. أنا لا أومن بك قيد أنملة.»
ضحك الشاب. وراح يفكر للحظات، ثم قال: «سأقبل عرضك. أعد إلي المال وسأعدك ألا أقامر مرة أخرى بأي حال من الأحوال.» «وهل ستعيد المال إلى البنك إذا أعدته إليك؟» «بكل تأكيد. سيكون أول شيء أفعله صباح يوم الإثنين هو إعادة المال.»
قال رويل وهو يسلمه لفافة المال: «إذن، هاك مالك.»
أخذ فورم المال في حماسة ووقف تحت الضوء يعده، في حين نظر إليه رويل في صمت وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة.
قال الشاب: «شكرا لك. أنت رجل صالح يا رويل.» «أنا ممنون لرأيك هذا. آمل أنك وجدت المال مضبوطا؟»
قال فورم خجلا بعض الشيء: «مضبوط تماما. آمل أنك لم تمانع فعلي ذلك. إنما هي عادة لدي بحكم عملي، كما تعلم.» «إذن، ثابر في عملك يا سيد فورم. طابت ليلتك.»
سار رويل في نشاط وحيوية إلى منزل ميليش. وتوجه فورم نحو محطة السكة الحديد ووجد قطارا متجها إلى شيكاغو في الرابعة صباحا. كان أمامه يوم واحد بطوله وجزء من اليوم التالي قبل أن يلحظ أحد غيابه، وقد ضاع كل أثر له فيما بعد في تلك المدينة الكبيرة. وجد البنك أن مبلغا من المال مفقود وقدره ستة آلاف دولار. وبعد مرور عامين، وصلت أخبار تفيد بأن فورم أردي قتيلا بالرصاص في إحدى صالات القمار جنوبي تكساس.
قال رويل إلى ميليش: «نحن أحمقان من الدرجة الأولى، ومن جانبي لست فخورا بما حدث؛ ومن ثم فلن نتحدث مرة أخرى عن هذا الشأن. كان هوس القمار يجري في دمائه. والقمار ليس ذنبا أو رذيلة؛ إنما هو مرض يكمن فينا جميعا .»
تودد الملاكم
فيما كان الملاكم الشمالي يجلس في كرسيه في الزاوية وهناك من يهوي عليه، قرر أنه سينهي القتال في الجولة التالية. كانت مهارة خصمه الفائقة تكاد تغلبه، وعلى الرغم من أنه كان شابا يتمتع بقوة كبيرة، فإن يقظة يوركشير تشيكن وبراعته حتى تلك اللحظة أصابتاه بالحيرة، ومنعتاه من تنفيذ إحدى ضربات كتفه القوية. لكن، على الرغم من أن المهارة تغلبت على القوة حتى هذه اللحظة، فإن تشيكن لم ينجح تماما في الدفاع عن نفسه، وكان في حالة وصفه فيها الحشد الصارخ بأنه «مترنح».
Page inconnue