قال رويل وهو يدفع بالورق باتجاه خصمه: «إنه دورك في خلط الأوراق.» لم يمس بيرت الورق، لكنه راح يبتسم في وجه المقامر الآخر. «ما خطبك؟ لم لا تخلط الأوراق؟»
قال بيرت في هدوء: «لست مضطرا لفعل ذلك. لقد فزت في خمس توزيعات.»
وضع رويل يده على جبينه المتعرق وحدق إلى الرجل الجالس قبالته على الطاولة. ثم بدا كأنه قد استجمع شتات نفسه.
وقال: «إذن فقد فزت، لم ألحظ ذلك. عذرا. أعتقد بأنني سأذهب الآن.» «اجلس حيث أنت ولنلعب على شيء أبسط من ذلك. أنا لا آبه بشأن ذلك البذخ وأعتقد أنك لا تأبه به كذلك ... والآن.» «شكرا، لا. لقد أخبرتك أن تلك هي آخر مرة لي. أما بالنسبة إلى البذخ، فلو كنت أمتلك المال لحاولت اللعب مرة أخرى عن طيب خاطر. وللعبت مرارا وتكرارا.»
وعندما أتى ميليش ورأى أن اللعبة قد انتهت سأل عن بوني.
فأجابه بيرت: «أعتقد أنه عرف بأنه قد اكتفى بهذا الحد. لقد ذهب إلى منزله.»
قال ميليش: «ادخل هنا يا بيرت. أريد أن أتحدث إليك.»
وعندما كانا وحدهما التفت ميليش نحوه. «أعتقد أن بوني لم يخبرك من أين سيأتي المال، أليس كذلك؟» «لا، لقد أخبرك أنت وكان هذا كافيا بالنسبة إلي.» «إذن، لا سبب يحول دون أن تعرف ذلك الآن. لقد وعدته أن ألتزم الصمت حتى تنتهي اللعبة. لقد أمن على حياته بمبلغ مائة ألف دولار وسينتحر من أجل أن تحصل أنت على المال.»
صاح بيرت: «يا إلهي! لم تركتنا نواصل اللعبة؟» «لقد حاولت إيقافها، لكنني كنت قد أعطيت كلمتي، وأنت ...» «حسنا، لن نقف هنا ونثرثر. إنه في فندق ميتروبوليتان، أليس كذلك؟ إذن هيا بنا. ارتد معطفك بسرعة.»
كان ميليش يعرف رقم غرفة رويل ومن ثم لم يضيعوا وقتا في الاستعلام عند مكتب الاستقبال. وحاول ميليش فتح الباب، لكنه كان موصدا كما توقع.
Page inconnue