صاح بيرت: «حسنا، إذا استطعت أن تقنع ميليش بأنك ستدفع المال إذا خسرت، فسألعب معك.»
انسحب رويل وميليش إلى حجرة داخلية ثم خرجا بعد عدة دقائق.
وكان وجه ميليش أحمر حين دخل، أما الآن فقد أصبح وجهه شاحبا قليلا.
قال ميليش: «لا يعجبني هذا الأمر يا بيرت، وأعتقد أن من الأفضل أن يتوقف الأمر عند هذه النقطة.» «إذن، فأنت لست مقتنعا بأنني واثق من وجود أموالي؟» «بلى، أنا مقتنع بذلك ولكن ...» «وهذا كاف بالنسبة إلي. أحضر مجموعة الأوراق الجديدة.»
قال بوني عندما رأى أن مالك المنزل كان على وشك أن يتحدث: «لقد أعطيتني كلمتك يا ميليش. لا تنطق بأكثر من ذلك.»
فأضاف بيرت: «إن ورقتين من بين ثلاث سيكون سريعا جدا بالنسبة إلى هذا المبلغ. فلنجعلها خمسا من بين تسع ورقات.» «لا بأس بذلك.»
ثم أحضرت مجموعة الورق الجديدة ومزق غلافها.
قال رويل: «اخلط أنت الأوراق أولا، وسأقسم أنا.» وقد بدت شفتاه جافتين فراح يرطبهما بين الحين والآخر، وكان هذا الأمر غير عادي بالنسبة إلى مقامر هادئ مثله. وراح ميليش يتململ في أرجاء المكان مقطب الجبين. خلط بيرت الأوراق دون اكتراث وكأنه يلعب على ورقة من فئة خمسة دولارات. وعندما سحب كل منهما ورقة، كان في يد بيرت ورقة آس، وفي يد بوني ورقة الشايب. ثم خلط بوني الأوراق وسحب ورقة مرقمة، بينما سحب خصمه ورقة البنت. ابتسم بيرت وراحت قطرات العرق تظهر على جبين بوني رغم محاولاته الجاهدة للسيطرة على نفسه. ولم ينبس اللاعبان ولا المتفرجون ببنت شفة. وبعد التوزيعة التالية للورق، خسر بوني مرة أخرى. وبدا أن رباطة جأشه قد غابت عنه. فلملم الأوراق من فوق الطاولة وهو يتلفظ وقال بصوت أجش: «أحضروا مجموعة ورق أخرى.»
ابتسم بيرت إليه على الجانب الآخر من الطاولة. لا شك أنه كان يفكر أنهم يقامرون على مبالغ متساوية.
لم يكن باستطاعة ميليش أن يتحمل أكثر من ذلك. فدلف إلى إحدى الغرف الداخلية. أما التوزيعة الأولى لمجموعة الورق الجديدة، فقد كانت في صالح بوني وبدا كأنه يشعر بأن حظه قد تغير، لكن التوزيعة التي تلتها كانت في غير صالحه وكذلك المجموعة التي تلتها.
Page inconnue