110

Le Visage et le Masque

الوجه والقناع

Genres

فرد الرجل: «هذا صحيح. لم أكن لأفعل شيئا من هذا القبيل لو كنت مكانك.» «بالطبع لم تكن لتفعل ذلك. أنت تملك كل ما ينقصني؛ المأكل، والملبس، والمأوى. لم تكن لتفعل ذلك بكل تأكيد. ما الذي قد يدفعك إلى فعل ذلك؟» «ما الذي قد يدفعك أنت إلى فعل ذلك، ما دمنا تطرقنا إلى هذا الأمر؟» «لأن عشرة شلنات تقف بيني وبين حصولي على وظيفة. هذا هو السبب إذا كنت تريد أن تعرف. إن أجرة السكة الحديد ثمانية شلنات، وشلن لأشتري شيئا آكله الليلة، وشلن آخر أشتري به شيئا آكله في الصباح. لكنني ليس معي عشرة شلنات. هذا هو السبب.» «إذا أعطيتك عشرة شلنات، فما الذي يضمن لي أنك لن تذهب وتشتري بها شرابا تثمل به؟» «ليس كذلك على الإطلاق. إنني لم أطلب منك عشرة شلنات، ولم أطلب منك شلنا واحدا حتى. كل ما هنالك أنني أجبتك عن سؤالك.» «هذا صحيح. سأعطيك جنيها إذا قبلت به، وبذلك إذا أنفقت نصفه في الترويح عن نفسك، فسيتبقى لك ما يكفي لتحصل على الوظيفة. ما هي تلك الوظيفة؟» «إنني أعمل نجارا.» «إذن لك الجنيه.» «سآخذه بكل سرور. لكن، دعني أذكرك، أنا لست بمتسول. سأقبل بالجنيه إذا أعطيتني عنوانك، حتى أتمكن من رده إليك حين أجنيه من عملي.»

وعند هذا كان برادلي قد نزل إلى الرصيف. وضحك الرجل الآخر ضحكة هادئة. «لا يمكنني أن أوافق على ذلك. يسرني أن تأخذ المال. ويمكنني أن أزيدك إذا أردت. إنما عرضت عليك ضعف المبلغ من أجل تغطية تكاليف أي شيء لم تذكره.» «لن آخذ المال، إلا إذا سمحت لي أن أعيده إليك.» «أنا واثق تمام الثقة من صدقك. ولو لم أكن واثقا فيك، لما عرضت عليك المال. لا يمكنني أن أعطيك عنواني، أو بالأحرى، لن أعطيك عنواني. أما إذا دفعت الجنيه في عمل خيري أو أعطيته إلى شخص محتاج، فسأكون راضيا تماما. إنك إذا أعطيته إلى الشخص المناسب وطلبت منه أن يعطيه هو أيضا إلى الشخص المناسب، فإن هذا الجنيه سيكون ذا نفع أكبر مما لو كان في جيبي أو لو أنفقته أنا بطرقي المعتادة.» «لكن كيف تعرف أنني سأفعل ذلك؟» «إنني شخص يجيد الحكم على الناس. وأنا واثق من أنك ستفعل ما أقول.» «سآخذ المال إذن. وأشك إن كان في لندن كلها من يحتاج هذا المال الليلة أكثر من حاجتي إليه.»

ثم راح برادلي ينظر إلى الرجل الذي أصبح صديقه وهو يتوارى عن نظره بعيدا.

وقال في نفسه: «لقد رأيت هذا الرجل في مكان ما من قبل.» لكنه كان مخطئا في ذلك. إنه لم يره من قبل. •••

إن الثروة موزعة على نحو متفاوت وغير منصف للغاية. كلنا يقر بهذا، لكن قلة منا فقط من يتفقون على سبل إصلاح ذلك. لقد ناضل أفضل المفكرين في هذا القرن من أجل فهم هذه المسألة، لكن دون جدوى. تبدو آية «لأن الفقراء معكم في كل حين.» حقيقية وصحيحة الآن كما كانت قبل 1800 عام. وحين يستبد الشك بالكثير من الناس، فربما يكون من الراحة والسلوى أن تقابل رجالا يتمتعون بيقين كبير فيما يتعلق بالقضية وسبل علاجها. وتقابل هذا الجمع من الرجال في غرفة خلفية على مسافة من ميدان سوهو.

قال رئيس الجلسة بينما كان النجار يأخذ مكانه بعد أن أغلقت الأبواب: «نحن في انتظارك يا برادلي.» وكان برادلي يبدو بمظهر أفضل مما كان عليه قبل عام على ضفة نهر التيمز. «أعلم أنني تأخرت، لكن لا حيلة لي في ذلك. إنهم يستعجلون الكثير من الأمور في أرض المعارض. والوقت ضيق الآن، وقد بدءوا يشعرون بالقلق خشية ألا يكون كل شيء جاهزا في موعده.»

قال رجل من الجمع الصغير: «هذا صحيح. إننا عبيد وينبغي أن نصل مبكرا أو نغادر متأخرا حسب ما يراه أسيادنا المزعومون.»

قال برادلي مبتسما وهو يجلس: «أوه، هناك أجر إضافي.»

قال رئيس الجلسة وهو يقرع على المكتب: «أيها الرفاق، سنتطرق الآن إلى أمر الأعمال. لقد انعقدت اللجنة السرية واتخذت قرارا. بعد سحب القرعة ستكون مهمتي هي إبلاغ الرجل المختار بتفاصيل المهمة. ومن المستحسن أن يعرف قلة فقط - حتى من بيننا - من هو هذا الرجل الذي سحب الورقة الموسومة. وربما يكون من حسن حظي أن أكون الرجل المختار. إن أحد تلك الأوراق يحمل علامة خطين متصالبين. وأيا كان الرجل الذي سيسحب تلك الورقة، فإنه سيأتي إلي في غرفتي في غضون يومين. وينبغي أن يأتي وحده. لقد أصدرت أوامري إلى اللجنة بألا ينظر أحد في ورقته إلا بعد أن يغادر هذه الغرفة، وأن النظر في الورقة لا بد أن يتم سرا. وكل رجل ملتزم بقسمه ألا يخبر أحدا في أي وقت سواء كان هو الرجل المختار أو لا.»

وضعت الأوراق في قبعة وسحب كل رجل في الغرفة ورقة. وضع رئيس الجلسة ورقته في جيبه، وهكذا فعل الآخرون. ثم فتحت الأبواب وذهب كل رجل إلى منزله، إن كان لديه منزل.

Page inconnue