L'autre visage du Christ : la position de Jésus sur le judaïsme - Introduction à la gnosticisme
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
Genres
6
إن القواسم المشتركة بين إنجيل يوحنا والأناجيل الإزائية، هي من الندرة بحيث تقتصر على الإصحاح السادس الذي يسرد معجزة إطعام خمسة آلاف شخص من خمسة أرغفة وسمكتين، وسير يسوع على الماء لاحقا تلاميذه الذين كانوا قد سبقوه في سفينة إلى الضفة الأخرى من بحيرة طبرية، وهناك قصص أخرى أوردها يوحنا بشكل معدل، ومنها قصة شفاء يسوع لخادم قائد روماني، وذلك بنطقه أمر الشفاء عن بعد، والتي حولها يوحنا إلى شفاء يسوع لابن موظف عند أنتيباس ملك الجليل (وهو هيرود أنتيباس بن هيرود الكبير)، نقرأ في إنجيل متى 8: 5-13 (وما يقابله في إنجيل لوقا 7: 1-10) ما يلي: «ودخل كفر ناحوم فدنا منه قائد مائة متوسلا إليه بقوله: سيدي إن عبدي ملقى على الفراش في بيتي مقعدا يعاني أشد الآلام، فقال له: أنا ذاهب لأشفيه، فأجاب قائد المائة: سيدي، لست أهلا لأن تدخل بيتي، فتقف تحت سقفي، ولكن حسبك أن تقول فيبرأ عبدي ... ثم قال يسوع لقائد المائة: اذهب وليكن لك قدر ما آمنت، فبرئ العبد من ساعته.» وقد وردت هذه الحادثة عند يوحنا على الوجه التالي: «وكان في كفر ناحوم عامل للملك له ابن مريض، فلما عرف أن يسوع عاد من اليهودية إلى الجليل، وفد عليه يسأله أن ينزل فيبرئ ابنه الذي أشرف على الموت، فقال له يسوع: إذا لم تروا الآيات والأعاجيب لا تؤمنوا، فقال له عامل الملك: انزل سيدي قبل أن يموت ولدي، فقال له يسوع: اذهب إن ابنك حي فآمن الرجل بالكلمة التي قالها يسوع ومضى ... وبينما هو نازل تلقاه عبيده فبشروه بأن ابنه حي » (يوحنا 4: 46-51).
ومن القصص التي وردت بشكل معدل قصة طرد يسوع للباعة والصيارفة من باحة الهيكل، فقد وضع الإزائيون هذه القصة في نهاية حياة يسوع التبشيرية بينما وضعها يوحنا في أولها وحملها معاني نبوئية ولاهوتية عندما قال: انقضوا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيام، نقرأ في يوحنا 2: 13-22 (وما يقابله عند متى 21: 12-13، ومرقس 11: 15-17، ولوقا 19: 45-46): «واقترب فصح اليهود فصعد يسوع إلى أورشليم، فرأى في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام، والصيارفة جالسين إلى مناضدهم، فجدل سوطا من حبال وطردهم جميعا من الهيكل مع الغنم والبقر، ونثر دارهم الصيارفة وقلب مناضدهم، وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذا من هنا، ولا تجعلوا من بيت أبي بيت تجارة. فتصدى له اليهود فقالوا: أية آية ترينا حتى نفعل هذا؟ فأجابهم يسوع: انقضوا هذا الهيكل وأنا أقيمه في ثلاثة أيام، قال له اليهود: بني هذا الهيكل في ست وأربعين سنة فكيف تقيمه في ثلاثة أيام، ولكنه كان يعني هيكل جسده، فلما قام من بين الأموات تذكر تلاميذه أنه قال ذلك.»
ولدينا أيضا قصة قيام مريم، أخت لعازر (الذي أقامه يسوع من بين الأموات)، بدهن قدمي يسوع بزجاجة عطر فاخرة ومسحها بشعرها، واعتراض يهوذا على ذلك، فهذه القصة عند يوحنا تحتوي على عناصر من قصتين، الأولى وردت عند متى 26: 6-13، ومرقس 14: 3-9، حيث قامت امرأة لم يورد النص اسمها بسكب زجاجة طيب على رأس يسوع، عندما كان جالسا للعشاء في قرية بيت عنيا عند المدعو سمعان الأبرص، والثانية وردت عند لوقا 7: 36-50، عندما دخلت امرأة خاطئة على يسوع وهو جالس للعشاء في بيت أحد الفريسيين، فجلست عند رجليه وجعلت تبلل قدميه بالدموع وتمسحها بشعرها، وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب. وهذه هي القصة في الروايات الثلاث:
عند متى 26، ومرقس 14
عند لوقا 7
وكان يسوع في بيت عنيا عند سمعان الأبرص، وبينما هو على الطعام دنت منه امرأة بيدها قارورة طيب غالي الثمن فأفاضتها على رأسه.
ودعاه أحد الفريسيين إلى الطعام عنده، فدخل بيت الفريسي وجلس إلى المائدة، وكان في المدينة امرأة خاطئة، فعلمت أنه على المائدة في بيت الفريسي فجاءت ومعها قارورة طيب، وطلبت مكانا من خلف عند رجليه وهي تبكي، وجعلت تبلل قدميه بالدموع وتمسحهما بشعرها وتدهنهما بالطيب.
فلما رأى التلاميذ ما فعلت استاءوا فقالوا: لم هذا الإسراف؟ فقد كان يمكن بيعه غاليا والتصدق بثمنه على الفقراء، فشعر بهم يسوع فقال لهم: لماذا تعنتون هذه المرأة؟ فقد عملت لي عملا صالحا، أما الفقراء فهم عندكم دائما، وأما أنا فلست عندكم دائما، وإذا كانت قد أفاضت هذا الطيب على جسدي، فلأجل دفني صنعت ذلك، الحق أقول لكم: حيثما تعلن هذه البشارة في الأرض كلها، يحدث بما صنعت إحياء لذكراها.
فلما رأى الفريسي الذي دعاه هذا الأمر، قال في نفسه: لو كان هذا الرجل نبيا لعلم من هي المرأة التي تلمسه وما حالها، إنها خاطئة. فأجابه يسوع: يا سمعان عندي ما أقوله لك:
Page inconnue