Révélation et Réalité: Analyse du contenu
الوحي والواقع: تحليل المضمون
Genres
وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون . قد تكون أمة الإسلام أو أي أمة غيرها تقيم العدل. فخير أمة أخرجت للناس هي التي تطبق العدل. هي أمة سلوك وأفعال، وليست أمة أسماء وأقوال.
ورمز الميزان منذ الدين المصري القديم حتى الإسلام هو رمز العدل. فقد وضعت الموازين بالقسط. وعليها قامت السموات والأرض ويوم الحساب.
العدل قيمة تتحقق في الدنيا قبل الآخرة. وإن عاش الإنسان ظالما في دنياه وطلب أن يكون عادلا في الآخرة يكون الوقت انتهى، والعمر قد انقضى. ولا ينفع عدل ولا شفاعة،
وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها . فالعدل ابن وقته حتى تسير أمور الناس. فإذا ما انقضى الزمن وانتهى العمر فلا شفاعة في ظالم،
ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل . وقد تسبق الشفاعة العدل، وقد يسبق العدل الشفاعة،
ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة . وفي كلتا الحالتين يطبق قانون العدل على الجميع. من حققه في الدنيا نجا. ومن حاد عنه هلك. (4) الفقر، رذيلة أم فضيلة؟
الفقر قضية رئيسية في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي. وكثير من العرب والمسلمين يعيشون تحت خط الفقر. بل إن الملايين يموتون جوعا في مالي وتشاد والصومال وإريتريا وجنوب السودان . تطعمهم الكنائس والمنظمات العالمية وهيئات الإغاثة الدولية. وفي نفس الوقت تتراكم الثروات من عوائد النفط، وتتضاعف عدة مرات في السنوات الأخيرة. فأصبح في الأمة أفقر فقراء العالم وأغنى أغنياء العالم في آن واحد. ومن ثم يصعب الحديث عن «العدالة الاجتماعية في الإسلام» أو «الاشتراكية في الإسلام» بالرغم من ذكر عشرات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنص على الاستخلاف بدلا من الاستحواذ، والملكية العامة بديلا عن الملكية الخاصة، الشركة في الماء والكلأ والنار أي الزراعة والصناعة، أهم قطاعين للإنتاج لأن التجارة والسياحة خدمات، والقطاع العام ممثلا في الإقطاع أي المراعي العامة ملك الدولة والتي للجميع حق الانتفاع بها، والركاز وهي المعادن في باطن الأرض التي لا يجوز للأفراد امتلاكها بل تظل ملكا للأمة لأن الملكية الفردية للمنقول وليس للثابت. فالواقع أبلغ من النص.
وقد تعرض القرآن الكريم لقضية الفقر في اثنتي عشرة آية في خمسة معان: (1)
ليس الفقر فضيلة بل رذيلة، وليس قيمة بل حطة. مصدرها الشيطان وليس الله. ويؤدي إلى الفحشاء مثل التسول والذل والسرقة والاحتيال من أجل إقامة أود العيش والحفاظ على الحياة،
الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء . ومن ثم كل ما يقوله الصوفية في فضيلة الفقر وقيمة الفقر ومقام الفقر كله كان رد فعل على تيار البذخ والترف والغنى. فهو نوع من المقاومة السلبية للغني، دون دعوة إيجابية لإعادة توزيع الدخل بما يحقق العدالة الاجتماعية في الإسلام. وفي الأمثال العامية «الفقر حشمة، والعز بهدلة». في حين يروى عن عمر بن الخطاب: «والله لو كان الفقر رجلا لقتلته». (2)
Page inconnue