Révélation et Réalité: Analyse du contenu
الوحي والواقع: تحليل المضمون
Genres
لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا .
المنفعة إذن شيء إيجابي بهذه المعاني السبعة. ليست موضع اتهام إلا إذا لم تتوافر فيها شروطها. ويسرع في الحكم من يظن أن المنفعة هي بالضرورة الأنانية كما يروج لها المثاليون السذج وأصحاب ما ينبغي أن يكون ضد ما هو كائن. النافع هو الذي يمكث في الأرض، وما دونه يذهب جفاء،
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض . (2) المنفعة مقياس صحة الإيمان
ليست المنفعة فقط أساس الدين بل هي مقياس صحة الإيمان، فالإيمان النظري المجرد لا نفع منه، ليس إيمانا، مثل العلم الذي لا ينفع «أعوذ بالله من علم لا ينفع». ليست صحة الإيمان نظرية بل عملية «والله لو آمن أحدكم بهذا الحجر أن ينفعه لنفعه»، الإيمان ليس أقوالا بل أفعالا. ليس تصورات ونظريات بل عمليات وتحقيقات. ليست له صحة نظرية في ذاته بل صحته عملية «الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل».
وثلث آيات القرآن عن المنفعة تصب في هذا المعنى في خمسة أبعاد: (1) «لا يكون الدعاء إلا لمن يجلب المنفعة ويدفع الضرر»،
ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك . ويستهجن القرآن من يفعل ذلك لأنه خبل وجنون،
قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ، وهو مناقض للعقل والحس السليم،
يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه . وكيف يدعو الإنسان ما لا يسمع مثل الأصنام وهي لا تنفع ولا تضر،
قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون ، وتزداد البلية ويعظم الكرب إذا دعا الإنسان ما يضره ولا ينفعه،
يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير . (2) «ولا تكون العبادة إلا لمن يمتلك المنفعة أو الضرر»،
Page inconnue