فضحك الحاضرون، وقال سليم: أشير عليك يا عمي أبا مرعب أن تطلب منه أن يصنع (نهار كلدن) مرة في الحدث. فقال أبو مرعب: والله هذا رأي في غاية الصواب، وسنطلب ذلك منه كلنا. ثم نهض أبو مرعب وأسرع ليجتمع ببعض رفاقه من أهل القرية ويتفق معهم على هذا الطلب.
فلما غاب عن أصحابنا التفت كليم إلى حنانيا وقال: ماذا تفعل يا حنانيا إذا صنع المستر كلدن (نهاره) في الحدث؟
فأجاب فاضل عن حنانيا: أعوذ بالله! إن صاحبنا حنانيا يقطع نفسه عشرين قطعة في ذلك اليوم ليصادفه صاحب الملايين عشرين مرة.
وكان حنانيا يضحك في أثناء ذلك وهو ساكت.
ولما عاد الأصحاب الأربعة من الحرش وجدوا خمسين قرويا جالسين حول أبي مرعب تحت بيته وهم يبحثون في طريقة يقنعون بها المستر أن يصنع (نهاره) في الحدث، وقد أخذوا منذ تلك الساعة يلاطفون رجال حاشيته ويكرمونهم أحسن إكرام، وما برحت المصالح تغير قلوب الناس في كل زمان ومكان.
هوامش
الفصل السابع
لا تريد المرور على بيروت
وفي هذه الأثناء كان المستر كلدن وزوجته وابنتان لهما وحاشيتهما الكثيرة صاعدة على الطريق عند دير حنطورة الموصلة إلى عين السنديانة.
وكانت الابنتان في مقدمة الركب وكل واحدة منهما على جواد، ووراءهما أمهما على جواد أيضا، يليها الأب على فرسه وبجانبه وكيل أشغاله، ووراءهم الحاشية والخيام والبغال تحمل الأثقال.
Page inconnue