L'illusion des constantes: lectures et études en philosophie et psychologie
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genres
يمكن أن تتكون بجعل امتلاك حبل ظهري شرطا ضروريا وكافيا معا. ومن جهة أخرى فإن الفقاريات وحبليات الظهر وحبليات الذيل والإنتيروبنيوست والبتيروبرانش (وكلاهما من النصف حبليات) وإكينوديرم منقرض تمتلك شقوقا خيشومية في وقت معين من نموها الأنتوجيني. وليس ثمة خاصة أخرى هي متغير مشارك لهذه الخاصة. فإذا جعلنا امتلاك شقوق خيشومية شرطا ضروريا وكافيا معا لأمكن لأصنوفة «خيشوميات» أن تعرف تقليديا. ولكن التعريفات السابقة لا تعدو أن تكون ذلك الصنف من التعريف لأسماء الأصانيف الذي جهد علماء التصنيف المحدوثون لتجنبه. وسواء جعل التصنيف ليكون مفيدا فحسب (موقف التصنيف العددي) أو مفيدا ودالا أيضا من الوجهة الفيلوجينية (الموقف الفيلوجيني) فإن أسماء الأصانيف لا يمكن أن تعرف إلا بواسطة مجموعات من الخواص المتغيرة المشاركة إحصائيا.
تتصف جميع أمثلة المفاهيم العنقودية المقدمة حتى الآن بخصيصة ثانية. بعد تقديم بنود عديدة من الفصل فإن التعريف ينتهي بتعبير «إلخ» أو «وهكذا». لا يعود السبب في ذلك في حالة معظم أسماء الأصانيف إلى أن قائمة الفصل طويلة جدا ولا إلى أنها معروفة جدا، بل إلى أن القائمة لا يمكن أن تكتمل؛ فهي قائمة تطول إلى غير نهاية. هذه اللانهائية ليست مؤذية لأغراض التصنيف الفيلوجيني بل جوهرية.
ليس قبل أن تتوقف الأنواع عن التطور، الأنواع التي يجب أن نميز بعضها من بعض، يمكننا أن نقرر أي الخواص كاف (وما عددها) لتمييزها مرة وإلى الأبد؛ فقليل جدا من الخواص - على سبيل المثال - تكفي لتمييز الإنسان الحديث عن أية أنواع أخرى. ورغم ذلك فإذا ما شرع نوع من القردة في التطور عبر نفس الخطوط التي قطعها الإنسان واكتسب خواص مساوية، فإن تعريف ال
Homo sapiens
سوف يتعين أن يمتد لكي يستبعد هذا الشكل الجديد إذا كان لل
Homo sapiens
أن يبقى أحادي الجذر. وحتى إذا أراد أحد علماء التصنيف فإنه يعجز عن تقديم هذه الخواص التمييزية مقدما. ولكن حتى يقع مثل هذا الحادث البعيد الاحتمال، فليس ثمة سبب لتعقيد التعريف. ليس بوسع علماء التصنيف أن يكونوا جاهزين مقدما لجميع الطوارئ. وكل ما يلزمهم هو أن يستوعبوا الطوارئ التي تبزغ بالفعل عندما تبزغ.
وفي حالة الأنواع المنقرضة تماما، فإن من الممكن، من حيث المبدأ على الأقل، أن نعرف أسماء هذه الأنواع مرة وإلى الأبد إذا ما توافر سجل حفري للنوع المعني وجيرانه من الأصانيف. فإذا كان السجل الحفري غير كامل، فإن تعريف اسم نوع منقرض ما يتعين تغييره إذا ما تم اكتشاف حفريات لأنواع شبيهة. وهكذا فإن لتعريفات أسماء الأصانيف - كمفاهيم عنقودية - خصيصة أخرى، فإنها على خلاف التعريفات التقليدية لا يمكن أن تكون معزولة إلى الأبد عن الاكتشافات الإمبيريقية، وكلما تراكم مزيد من الأدلة سيكون من المتعين أن تتغير لكي تستوعب هذه الأدلة.
الفصل الثامن
الماهوية الجينية
Page inconnue