269

Unique dans la conduite

Genres

============================================================

276 الوحيد في سلوك أهل التوحيد يا سيدي، مالي عنده شيء؟ قال فخليهم ينادوا. فأمر السلطان الوزير أن يخرج وينادي بالإفراج عنهم جميعا لأجل الشيخ مفرج، رحمه الله تعالى.

وكان يمشي في حوائج المعلمين ويكثر الشفاعات ويسعى بنفسه.

وأخبرني شرف الدين أبو طالب بن النابلسي(1) حين وصل إلى قوص كاشفا قال: حيت المرة الأولى مع والدي، واحتطنا على العماد بن الصيفي، وطلب منه مالا، فجاء الشيخ مفرج وشفع فيه، فترك له ألف دينار.

وبلغني أن الشيخ مفرج رحمه الله تعالى- كان يرى أن يهدي لمن يشفع عنده شيئا قبل الشفاعة ويتلو قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} [المحادلة: 12]* ولعله كان يرى باستمرار الحكم فيها، فإنه ذكر أن ذلك كان مذهب الإمام السيد على، كرم الله تعالى وجهه، وكك ذلك كان من حسن مقصده وتلطفه في قضاء حوائج المسلمين حتى لا تتوقف حاجة.

وقد يكاشف الولي بأن الحاجة لا تقضى ويشفع للحديث الوارد "اشفعوا تؤجروا (لم ولنص التنزيل في قوله تعالى: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها} [النساء: 85].

ولم يشترط في الآية الكريمة ولا في الحديث الشريف قبول الشفاعة، ولأن في ذلك إطابة قلب المشفوع فيه وإبلاغ النفس عذرها، لأن في التوقف عن الشفاعة إيلام قلب المشفوع فيه مع القدرة الظاهرة على الشفاعة، وقد يقع من يقع في الشافع إذا لم

يشفع، فيحميه من وقوعه في الغيبة أولا.

والوجه الآخر أن الشفاعة قد تكون من دائرة المحو والإثبات فيما كوشف به، فلله أن يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء في كل زمن فرد ولحكي أن أحد الصالحين توجه إلى زيارة شقيق البلخي(11، فلما وصل إليه وبات (1) له ذكر في الوافي للصفدي (1826/1) .

(2) رواه البخاري (2/، 52)، وأحمد في مسنده (4/. 40).

(3) هو الزاهد العابد، العلي الشان، العحيب البرهان، من أكابر السادة وأعاظم مشايخ الطريق القادة.

Page 269