219

Unique dans la conduite

Genres

============================================================

229 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وكان الشيخ نفعنا الله تعالى به ورضي عنه- حادا، وكانت حدته تحجب الناس عنه، وكانت أحواله حادة: وأخبري الشيخ ناصر الدين وكان قد صحبه زمائا وكان يزوره في يته قال: جينا إلى دمامين، ونزل الشيخ المركب وريما أبطأت عن السفر، فقام الشيخ وأخذ الخرج على كتفه وحلف بالطلاق ما يجلس حتى يسافر، ولما وردنا ظاهر أسوان أخذنا دوائا وكان في النهار ومعه زوحته، فقال لي يا ناصر الدين، اركب وركب الصغيرة أمامك، قال الشيخ ناصر الدين: ثم ركب الشيخ وزوحته فقلت له: يا سيدي، كيف ندخل أسوان في النهار على هذه الصورة؟ -أو كلام هذا معناه - فقال لي: يا ناصر الدين، إذا دخلنا هكذا هل يؤذينا أحد؟ أو يدعى علينا عند القاضي؟ فقلت له: لا، إلا قبيخ. قال: وليس علينا منه قبح.

فانظر يا أخي رحمك الله تعالى إلى هذه الأحوال التي ليس فيها شائبة من شوائب العادة، ولا تنظر إلى أحوال الناس، هذا مع كونه كان عالما عارفا بالظاهر والباطن رحمه الله تعالى.

وكراماته وأحواله وما يحكونه أصحابه ومن كان معه مشهورة، وبلغني عنه أنه قال: ما فتح علي إلا وأنا تخمان، وماكان يتوقف في حالته على عادة.

وأخبرني شمس الدين بن الفقيه القاهري رحمه الله تعالى، وكان من المحبين له المنتمين إليه قال: حصل عندنا عاقة أو أمر من جهة الشجاعي، وكان شمس الدين تاجرا وربما عوق مراكبهم- قال فجيت إلى الشيخ أبي العباس، فقلت له؛ يا سيدي، أشتهي أن تكتب لي ورقة إلى الشجاعي فقال لي: ما أكتب إليه شيئا، فتألمت، فقال الشيخ: ها، وحلس وتوجه إلى القبلة، وأشار أنه يقضي الحاجة من الله تعالى.

قال: فتحن في الصبح، والشجاعى قد جاء إلى خدمة الشيخ وأطلق جميع المراكب، وربما قال: من غير أن يقول له الشيخ وأحوال الشيخ أبي العباس لا تكاد تحصى، نفع الله تعالى به.

Page 219