============================================================
117 الوحيد في سلوك أهل التوحيد قال: فبينما أنا كذلك وإذا بشيخ على بغلة وهيبة، وإذا الناس قد أطبقوا عليه، وقد هممت بالوصول إليه، وإذا شخص يقول لي: هذا الرجل رجلك صالح، ولكن احذر شيخه؛ فإنه شيخ زنديق: قال: فوقع في قلبيي محبة الزنديق حين سماه لي، فتركت الشيخ ومشيت أبحث عن بيت الزنديق فلم يخبري أحد عنه لسوء معتقدهم فيه قال: وسألت الطوائف من الفقهاء والفقراء والعوام، فرأيتهم في سوع معتقدهم، وإذا هم يسخرون بي، ويقول بعضهم لبعض يا فلان، تقرب إلى الله بايصاله إليه، حتى آنني أقمت ستة أشهر وليس لي حاجة إلا أن أصل إليه، ومن سوع معتقدهم فيه لم يوصلوي إليه فليا ضاق بي الأمر نزلث السوق و فتحت كمي فرمى لى الناس كواغد فيها قراضة الذهب- وعادقم يتصدقون بذلك- فحصل لي شيء جيد فوجدت صبيائا يلعبون، فرميت بتلك الكواغد في حهر واح منهم، فقال لي: يا عم، ما تريد مني؟ فقلت: ثريني بيت الزنديق قال: من بعيده قلت: من بعيد قال: فمشي آمامي حتى أوقفني، وأشار إلى باب عليه نصف دثراية، وقد سفي الستافي عليها من عدم الدخول والخروج، قال: فوقفت على الباب وقوف المتأدب وسألت الله تعالى، وإذا الباب قد فتح، فدخلت، لأجد شيخا على نخلة وقد ملا الوجود نورا، فقال: محمد، لك سته أشهر تطلب الزنديق ما تصل إليه؟ قلت: يا سيدي الله أعلم وأنت أعلم أو كلمة قالها غابت عني- فقال: نعم، قصدك صحيح يا محمد، قد سألك الله تعالى فيك وقد أعطاك جميع ما تطلب، اخرج باسم الله: قلت: يا سيدي، سألتك بالله اسمع مني كلمتين -أو قال: كلمات- فقال: قل وأوجز، فقال: يا سيدي، هذا مريدك على هذه الصورة، وأنت على هذه الصورة، قال: يا محمد، وقت كنا نلعب كنا كذا، قلت: يا سيدي، سألتك بالله تعالى ما سبب سوء معتقد الناس فيك ونفارهم منك؟ قال: يا محمد، هل أحببت شيئا قط؟ قلت: نعم قال: فهل تشتهي أحدا يصل إلى محبوبك؟ قلت: لا، قال: الأمر كذلك، اخرج، فتشبئث بالباب قال: فقام وأخرجني وقفل الباب.
قال: فخرحت وسافرت مدة وسحت، وإذا أنا أسمع أن شيخا ظهر وله أتباع
Page 107