Oasis de la Vie
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
Genres
اليومية نبأ حصوله على ميدالية الشرف. وكتبت المقال وأرسلته إلى مصر؛ فرئيس التحرير هو رشاد رشدي، وسكرتير التحرير هو فاروق عبد الوهاب (الدكتور، الذي يعمل أستاذا بجامعة شيكاغو حاليا) ولم يلبث المقال أن نشر في العدد التالي من المجلة بعنوان «عطيل جديد من القاهرة».
3
عندما قابلت المشرف يوم الإثنين التالي كان منفرج الأسارير، بشوشا كعادته، ولكن تعليقه على مقالي لم يكن يبعث على الاطمئنان؛ إذ بدأ - بعد تعبير عام عن الرضا - بتعداد عيوبي الأسلوبية، وأهمها ما كنت أظنه مزية كبرى وهو التأنق في العبارة! وجعل يردد أن الكاتب عليه أن «يختفي» وراء كتابته لا أن يبرز ذاته، وأن يعمد إلى البساطة في التعبير حتى يفهمه القارئ دون عناء، وأن بناء الجمل الطويلة المعقدة يرهق القارئ، وأشار بالقلم إلى بعض عباراتي التي قال إنها عسيرة الفهم، وإن علي أن أضع الوضوح نصب عيني لا الصياغة البديعة! وأردف قائلا إنه سيمنحني فرصة أخرى، لكتابة عرض لكتاب آخر، وموعدنا الأسبوع التالي. كان معنى ذلك أنه لم يرض عن المقال، وعبرت عن احتجاجي قائلا إن كاتبة الكتاب تستخدم الأسلوب نفسه، ولكنه رد في هدوء قائلا: إذن عليك أن تتولى تبسيط الأفكار بلغتك وبسطها بسطا مستفيضا
expatiation
فذلك من حق القارئ عليك. وانتهت المقابلة وخرجت أحمل المقال الذي خيب الظن، وعدت إلى المكتبة فاستعرت كتابا آخر وذهبت إلى المنزل لا ألوي على شيء.
كنت أشعر أنني طعنت في أعز ما أملك وهو قدرتي على الكتابة، أو على التعبير الواضح الجلي، وأن علي أن أجتهد حتى أبرر حسن ظني بنفسي، فعكفت على الكتاب الثاني أقرؤه على مهل، وأتوقف عند النقاط المهمة، فأنقل منه فقرة أو بعض فقرة ، في أوراق صغيرة مقواة (مثل البطاقات) حتى انتهيت من الفصل الأول. وجعلت أسأل نفسي ماذا تقول الكاتبة (واسمها
Enid
Welsford
واسم الكتاب
Salisbury
Page inconnue