La Fidélité de l'information sur la maison de l’Élu
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى - الجزء1
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٩
Lieu d'édition
بيروت
Genres
géographie
وبه سميت الوجيئة، وهو تمر يبل بلبن ثم يدق حتى يلتئم «١»، ومنه الحديث «أنه دعا سعدا فوصف له الوجيئة» وقوله «ثم ليلدك» أي: يسقيك، يقال: لدّه باللّدود، إذا سقاه الدواء في أحد جانبي الفم.
وفي كامل ابن عدي حديث «ينفع من الدؤام أن يأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة كل يوم يفعل ذلك سبعة أيام» وفي غريب الحديث للخطابي عن عائشة ﵄ «أنها كانت تأمر للدؤام والدوار بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق» والدؤام والدوار: ما يأخذ الإنسان في رأسه فيدومه، ومنه تدويم الطائر، وهو: أن يستدير في طيرانه، قال الخطابي: كون العجوة عوذة من السم والسحر إنما هو من طريق التبرك بدعوة رسول الله ﷺ لا لأن طبعها يفعل شيئا، وقال النووي: في تخصيصها دون غيرها وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع، ولا نعلم نحن حكمتها؛ فيجب الإيمان بها، واعتقاد فضلها، وما ذكره المازري والقاضي في هذا باطل، وقصدت بذلك التحذير من الاغترار به، انتهى. وأشار به لقول القاضي في أثناء تعليل ذلك: إنه لتأثير في الأرض أو الهواء، ولقول المازري: لعل ذلك كان لأهل زمنه ﷺ خاصة، أو لأكثرهم؛ إذ لم يثبت استمرار وقوع الشفاء في زمننا غالبا، وإن وجد ذلك في الأكثر حمل على أنه أراد وصف غالب الحال، انتهى.
وقد جعله ابن التين احتمالا، وزاد عليه آخر أعجب منه، فقال: يحتمل أن يكون المراد نخلا خاصّا من المدينة لا يعرف الآن، ويحتمل: أن يكون ذلك خاصّا بزمانه ﷺ انتهى.
وهو مردود؛ لأن سوق الأحاديث وإيراد العلماء لها وإطباق الناس على التبرك بعجوة المدينة وتمرها يرد التخصيص بزمنه ﷺ مع أن الأصل عدمه، ولم تزل العجوة معروفة بالمدينة يأثرها الخلف عن السلف، يعلمها كبيرهم وصغيرهم علما لا يقبل التشكيك.
وقال الداودي: هي من أوسط التمر كما هو المشاهد اليوم. وقال غيره: هي من أجود تمر المدينة، ومراده أنها ليست من رديه. وقال ابن الأثير: العجوة ضرب من التمر أكبر من الصّيحاني يضرب إلى السواد، وهو مما غرسه النبي ﷺ بيده بالمدينة.
وذكر هذا الأخير البزار أيضا، فلعل الأوداء «٢» التي كاتب سلمان الفارسي أهله عليها وغرسها ﷺ بيده الشريفة بالفقير أو غيره من العالية كانت عجوة، والعجوة «٣» توجد بالفقير
_________
(١) الوجيئة: تمر يدق حتى يخرج نواه، ثم يبل بلبن أو سمن حتى يلزم بعضه بعضا، ثم يؤكل.
(٢) الأوداء: صغار الفسيل.
(٣) العجوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة.
1 / 62