Le Wafa dans les conditions du Mustafa

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
69

Le Wafa dans les conditions du Mustafa

الوفا بأحوال المصطفى

Chercheur

مصطفى عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1408هـ-1988م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

الحارث بن عبد العزى بن رفاعة . | واسم إخوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من رضاعة حليمة : عبدالله ، وأنيسة وخدامة بنو الحارث ؛ وخدامة هي : الشيماء غلب ذلك على اسمها فلا تعرف إلا به . ويزعمون أن الشيماء سبيت يوم حنين فقالت : اعلموا أني أخت نبيكم . فلما أتي بها عرفها فأغناها . | وكانت حليمة من بني سعد بن بكر . | قالت حليمة : خرجت على أتان لي قمراء قد أذمت بالركب . | قالت ؛ وخرجنا في سنة شهباء لم تبق شيئا ، أنا وزوجي الحارث بن عبد العزى . | قالت : ومعنا شارف لنا ، والله إن تبض بقطرة لبن ، ومعي صبي لنا والله ما ننام ليلنا من بكائه ، ما في ثديي لبن يغنيه ، ولا في شارفنا من لبن يغذيه ، إلا أنا نرجو الفرج . | فلما قدمنا مكة لم تبق منا امرأة إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه ، وإنما كنا نرجو الكرامة في رضاعة من نرضع له من أبي المولود ، وكان يتيما صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : ما عسى أن تصنع بنا أمه فكنا نأبى . | حتى لم يبق من صواحباتي امرأة إلا أخذت رضيعا غيري ، فقلت أرجع ولم آخذ أحدا فكرهت ذلك ، وقد أخذ صواحباتي ، فقلت لزوجي : والله لأرجعن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه . | قالت : فأتيته فأخذته ، ثم رجعت به إلى رحلي ، فقال لي زوجي : قد أخذتيه ؟ قلت : نعم . وذاك أني لم أجد غيره . قال : قد أصبت عسى الله أن يجعل فيه خيرا . | قالت : والله ما هو إلا أن وضعته في حجري فأقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن ، فشرب حتى روي ، وشرب أخوه حتى روي ، وقام زوجي الحارث إلى شارفنا من الليل فإذا هي ثجاء فحلب علينا ما شئنا فشرب حتى روي وشربت حتى رويت . | قالت : فمكثنا بخير ليلة شباعا رواء . فقال زوجي : والله يا حليمة ما أراك إلا قد أصبت نسمة مباركة ، قد نام صبياننا وقد روينا . | قالت : ثم خرجنا ، فوالله لقد خرجت أتاني أمام الركب قد قطعتهم حتى ما يتعلق بها منهم أحد ، حتى إنهم ليقولون : ويحك يا بنت الحارث كفي علينا النصب ، أهذه أتانك التي خرجت عليها ؟ فأقول : بلى والله . فيقولون : إن لها لشأنا . | حتى قدمنا منازلنا من حاضر منازل بني سعد بن بكر . | قالت : فقدمنا على أجدب أرض الله . قالت : فوالذي نفس حليمة بيده إن كانوا ليسرحون أغنامهم إذا أصبحوا وأسرح راعي غنيمتي ، وتروح غنمي حفلا بطانا ، وتروح أغنامهم جياعا هلاكا ، ما بها من لبن لشربة ، فنشرب ما شئنا من لبن ، وما من الحاضر من أحد يحلب قطرة ولا يجدها . قالت : فيقولون لرعاتهم : ويلكم ألا تسرحون حيث يسرح راعي حليمة . فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه ، وتروح غنمهم جياعا ما بها من لبن ، وتروح غنمي حفلا لبنا . | قالت : وكان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر ويشب في الشهر شباب الصبي في سنة . | قالت : فبلغ سنتين وهو غلام جفر . قالت : فقدمنا به على أمه فقلت لها وقال لها زوجي : دعي ابني فلنرجع به ، فإنا نخاف عليه وباء مكة . قالت : ونحن أضن شيء به لما رأينا من بركته صلى الله عليه وسلم . | فلم نزل بها حتى قالت ارجعي به . | قالت : فمكث عندنا شهرين . | قالت : فبينما هو يوما مع إخوته خلف البيت إذ جاء أخوه يشتد ، فقال لي ولأبيه : أدركا أخي القرشي ، فقد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه . قالت : فخرجت وخرج أبوه نشتد نحوه ، فانتهينا إليه وهو نائم ممتقع لونه ، فاعتنقه واعتنقته ، وقال : ما لك يا بني ؟ | قال : أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني ، فوالله ما أدري ما صنعا . | قالت : فاحتملناه فرجعنا به . قالت يقول زوجي : يا حليمة والله ما أرى الغلام إلا قد أصيب . فانطلقي فلنرده إلى أمه قبل أن يظهر به ما نتخوف عليه . | قالت : فرجعنا به إلى أمه : قالت ما ردكما به ؟ فقد كنتما حريصين عليه ؟ فقلنا : لا والله ، إلا أنا قد كفلناه وأدينا الذي علينا من الحق فيه ، وتخوفنا عليه الأحداث ، فقلنا يكون عند أمه . | قالت : والله ما ذاك بكما ، فأخبراني خبركما وخبره . قالت : فوالله ما زالت بنا حتى أخبرناها خبره . | قالت : أتخافين عليه ؟ لا والله إن لابني هذا شأنا . ألا أخبركما عنه ؟ | إني لما حملت به ، فلم أحمل حملا قط هو أخف منه ولا أعظم بركة منه . ولقد وضعته فلم يقع كما تقع الصبيان ، لقد وقع واضعا يده في الأرض رافعا رأسه إلى السماء . دعاه وألحقا بشأنكما . |

2 ( الباب التاسع والعشرون | في ذكر شرح صدره في صغره صلى الله عليه

وسلم ) 2

قال محمد بن سعد : | مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حليمة أربع

Page 107