Le Wafa dans les conditions du Mustafa

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
21

Le Wafa dans les conditions du Mustafa

الوفا بأحوال المصطفى

Chercheur

مصطفى عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1408هـ-1988م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

عن أبي سفيان بن حرب قال : خرجت أنا وأمية بن أبي الصلت تجارا إلى الشام ، فكنا كلما نزلنا منزلا أخرج من رحله سفرا يقرؤه علينا . | فكنا كذلك حتى نزلنا بقرية من قرى النصارى ، فرأوه وعرفوه وأهدوا له وذهب معهم إلى بيعتهم ، ثم رجع في وسط النهار فطرح ثوبيه واستخرج ثوبين أسودين فلبسهما ، ثم قال : يا أبا سفيان ، هل لك في عالم من علماء النصارى إليه تناهى علم الكتب تسأله عما بدا لك ؟ . | قلت : لا . | فمضى هو وحده ، وجاءنا بعد هدأة من الليل ، فطرح ثوبيه ثم انجدل على فراشه فوالله ما نام ولا قام حتى أصبح . | وأصبح كئيبا حزينا ما يكلمنا ولا نكلمه ، فسرنا ليلتين على ما به من الهم ، فقلت له : ما رأيت مثل الذي رجعت به من عند صاحبك . | قال : لمنقلبي . | قلت : وهل لك من منقلب ؟ . | قال : إي والله لأموتن ولأحاسبن . | قلت : فهل أنت قابل أماني ؟ . | قال : على ماذا ؟ . | قلت : على أنك لا تبعث ولا تحاسب . | فضحك وقال : بلى والله لنبعثن ولنحاسبن ، وليدخلن فريق في الجنة وفريق في النار . | قلت : ففي أيهما أنت أخبرك صاحبك ؟ . | قال : لا علم لصاحبي بذلك في ولا في نفسه . | فكنا في ذلك ليلتنا ، يعجب منا ونضحك منه ، حتى قدمنا غوطة دمشق ، فبعنا متاعنا وأقمنا شهرين . | ثم ارتحلنا حتى نزلنا قرية من قرى النصارى ، فلما رأوه جاؤوه وأهدوا له وذهب معهم إلى بيعتهم ، حتى جاءنا مع نصف النهار ، فلبس ثوبيه الأسودين فذهب حتى جاءنا بعد هدأة من الليل ، فطرح ثوبيه ثم رمى بنفسه على فراشه ، فوالله ما نام ولا قام ، فأصبح مبثوثا حزينا لا يكلمنا ولا نكلمه . | فرحلنا فسرنا ليالي ، ثم قال : يا صخر ، حدثني عن عتبة بن ربيعة : أيجتنب المحارم والمظالم ؟ | قلت : إي والله . | قال : ويصل الرحم ويأمر بصلتها ؟ | قلت : نعم . | قال : وكريم الطرفين وسط في العشيرة ؟ | قلت : نعم . | قال : فهل تعلم قرشيا أشرف منه . | قلت : لا والله . | قال : أمحوج هو ؟ | قلت : لا ، بل ذو مال كثير . | قال : كم أتى له من السنين ؟ | قلت : هو ابن سبعين قد قاربها . | قال : فالسن والشرف أزريا به . | قلت : لا والله بل زاداه خيرا . | قال : هو ذاك . | ثم إن الذي رأيت بي أني جئت هذا العالم فسألته عن هذا الذي ينتظر . | فقال : هو رجل من العرب من أهل بيت تحجه العرب . | فقلت : فينا بيت تحجه العرب . | قال : هو من إخوانكم وجيرانكم من قريش . فأصابني شيء ما أصابني مثله ، إذ خرج من يدي فوز الدنيا والآخرة ، وكنت أرجو أن أكون أنا هو . | قلت : فصفه لي . | قال : رجل شاب حين دخل في الكهولة ، بدء أمره أنه يجتنب المحارم والمظالم ، ويصل الرحم ويأمر بصلتها ، وهو محوج كريم الطرفين متوسط في العشيرة ، أكثر جنده من الملائكة . | قلت : وما آية ذلك ؟ | قال : قد رجفت الشام منذ رفع عيسى بن مريم ثمانين رجفة كلها فيها مصيبة ، وبقيت رجفة عامة فيها مصيبة ، يخرج على أثرها . | فقلت : هذا هو الباطل ، لئن بعث الله رسولا لا يأخذه إلا مسنا شريفا . | قال أمية : والذي يحلف به إنه لهكذا . | فخرجنا حتى إذا كان بيننا وبين مكة ليلتان أدركنا راكب من خلفنا ، فإذا هو يقول : أصابت الشام بعدكم رجفة دمر أهلها فيها وأصابتهم مصائب عظيمة . | فقال أمية : كيف ترى يا أبا سفيان ؟ | فقلت : والله ما أظن صاحبك إلا صادقا . | وقدمنا مكة ، ثم انطلقت حتى جئت أرض الحبشة تاجرا ، فمكثت فيها خمسة أشهر ، ثم قدمت مكة فجاء الناس يسلمون علي وفي آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ، وهند تلاعب صبيانها ، فسلم علي ورحب بي وسألني عن سفري ومقدمي ، ثم انطلق . | فقلت : والله إن هذا الفتى لعجب ما جاءني أحد من قريش له معي بضاعة إلا سألني عنها وما بلغت ، ووالله إن له معي لبضاعة ما هو بأغناهم عنها ثم ما سألني عنها . | فقالت : أوما علمت بشأنه ؟ | فقلت وفزعت : وما شأنه ؟ | قالت : يزعم أنه رسول الله | فذكرت قول النصارى ووجمت . | ثم قدمت الطائف فنزلت على أمية ، فقلت : هل تذكر حديث النصارى ؟ | قال : نعم . | قلت : قد كان . | قال : ومن ؟ | قلت : محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، فتصبب عرقا وقال : إن ظهر وأنا حي لأبلين الله في نصره عذرا . | فعدت من اليمن ، فنزلت على أمية ، فقلت : قد كان من أمر الرجل ما بلغك ، فأين أنت منه ؟ | قال : والله ما كنت لأومن برسول من غير ثقيف أبدا

عن عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا : إن مما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله وهداه لما كنا نسمع من يهود . | كنا أهل شرك أصحاب أوثان ، وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس عندنا ، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور ، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا : إنه تقارب زمان نبي يبعث الآن ، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم . | فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم ، فلما بعث الله رسوله أجبناه حين دعانا إلى الله وعرفنا ما كانوا يتواعدوننا به فبادرناهم إليه ، فآمنا به وكفروا ، ففينا وفيهم نزلت هذه الآيات : { ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم } إلى قوله : { س 2 ش 89 ولما جآءهم كت صلى الله عليه وسلم

1648 ; ب من عند صلى الله عليه وسلم

1649 ; لله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذين كفروا فلما جآءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة صلى الله عليه وسلم

1649 ; لله على صلى الله عليه وسلم

1649 ; لك صلى الله عليه وسلم

1648 ; فرين } ( البقرة : 89 )

Page 48