Le Wafa dans les conditions du Mustafa

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
17

Le Wafa dans les conditions du Mustafa

الوفا بأحوال المصطفى

Chercheur

مصطفى عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1408هـ-1988م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

عن أبي بن كعب قال : لما قدم تبع المدينة ونزل بقناة ، بعث إلى أحبار يهود فقال : إني مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع الأمر إلى دين العرب . | فقال له ساموك اليهودي ، وهو أعلمهم يومئذ : | أيها الملك ، إن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من ولد إسماعيل ، مولده مكة ، اسمه أحمد ، وهذه دار هجرته ، وإن منزلك هذا الذي أنت به يكون به من القتل والجراح أمر كثير في أصحابه وفي عدوهم . | قال تبع : ومن يقاتله يومئذ وهو نبي كما يزعمون ؟ . | قال : يسير إليه قومه فيقتتلون ها هنا . | قال : فأين قبره ؟ . | قال : بهذا البلد . | قال : فإذا قوتل لمن تكون الدائرة . | قال : تكون له مرة وعليه مرة ، وبهذا المكان الذي أنت به تكون عليه ، ويقتل به أصحابه قتلا لم يقتلوه في موطن ، ثم تكون له العاقبة ، ثم يظهر فلا ينازعه هذا الأمر أحد . | قال : وما صفته ؟ . | قال : رجل ليس بالقصير ولا بالطويل ، في عينيه حمرة ، يركب البعير ويلبس الشملة ، سيفه على عاتقه ، لا يبالي بمن لاقاه من أخ ، أو ابن عم ، أو عم حتى يظهر أمره . | قال تبع : ما لي إلى هذه البلد من سبيل ، وما كان ليكون خرابها على يدي . | فخرج تبع منصرفا إلى اليمن . | قال عبدالله بن سلام : لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يهود يثرب يخبرونه ، وإن تبعا مات مسلما .

عن الزبير بن باطا وكان أعلم اليهود قال : إني وجدت سفرا كان أبي يختمه علي ، فيه : ذكر أحمد : نبي يخرج بأرض القرظ ، صفته كذا وكذا . | فيحدث به الزبير بعد أبيه والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ لم يبعث . | فما هو إلا أن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة عمد إلى ذلك السفر فمحاه ، وكتم شأن النبي صلى الله عليه وسلم وصفته ، وقال : ليس به .

عن ابن عباس قال : كانت يهود قريظة والنضير وفدك وخيبر يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وأن دار هجرته المدينة . | فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أحبار يهود : ولد أحمد الليلة ، هذا الكوكب قد طلع . | فلما تنبأ قالوا : تنبأ أحمد ، قد طلع الكوكب . | كانوا يعرفون ذلك ويقرون به ويصفونه ، إلا الحسد والبغي .

Page 42