Le Wafa dans les conditions du Mustafa

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
145

Le Wafa dans les conditions du Mustafa

الوفا بأحوال المصطفى

Chercheur

مصطفى عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1408هـ-1988م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

عن عمرو بن العاص قال : لما انصرفنا مع الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون مني ، فقلت لهم : تعلمون والله إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا ، وإني قد رأيت رأيا فما ترون فيه ؟ | قالوا : وما رأيت ؟ | قال : رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده ، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي ، فإنا أن نكون تحت يده أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد ، وإن ظهر قومنا فنحن ممن عرفنا فلن يأتينا منهم إلا خير . | فقالوا : إن هذا الرأي . | قلت : فاجمعوا ما نهدي له ، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا . | ثم خرجنا حتى قدمنا عليه ، فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه ، قال : فدخل عليه ثم خرج من عنده . | قال : قلت لأصحابي : هذا عمرو بن أمية ، لو قد دخلت على النجاشي لسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه ، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد . | قال : فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع ، فقال : مرحبا بصديقي ، أهديت لي من بلادك شيئا ؟ | قال : قلت : نعم أيها الملك ، قد أهديت لك أدما كثيرا . | قال : ثم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه ، ثم قلت : أيها الملك إني قد رأيت رجلا قد خرج من عندك ، وهو رسول رجل عدو لنا ، فأعطنيه لأقتله ، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا . | قال : فغضب ثم مد يده فضرب أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره ، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه . | فقلت : أيها الملك ، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه . | فقال : أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لقتله ؟ | قلت : أيها الملك أكذلك هو ؟ | قال : ويحك يا عمرو أطعني واتبعه ، فإنه والله لعلى الحق ، وليظهرن على ما خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده . | قلت : أفتبايعني له على الإسلام ؟ قال : نعم . | فبسط يده فبايعته على الإسلام . | ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه ، وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت .

Page 196