Le Wafa dans les conditions du Mustafa

Ibn al-Jawzi d. 597 AH
139

Le Wafa dans les conditions du Mustafa

الوفا بأحوال المصطفى

Chercheur

مصطفى عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1408هـ-1988م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

عن عمرو ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : أكثر ما نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم . | قال عمرو : فرأيت عيني عثمان ذرفتا من تذكر ذلك | قال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويده في يد أبي بكر ، وفي الحجر ثلاثة نفر جلوس عقبة بن أبي معيط ، وأبو جهل بن هشام ، وأمية بن خلف . | فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما حاذاهم أسمعوه بعض ما يكره ، فعرفت ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، فدنوت منه حتى كان بيني وبين أبي بكر ، فأدخل أصابعه في أصابعي حتى طفنا جميعا . | فلما حاذاهم قال أبو جهل : والله لا نصالحك ما بل بحر صوفة وأنت تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا ذلك ) . ثم مضى عنهم فصنعوا به في الشوط الثالث مثل ذلك . | حتى إذا كان الشوط الرابع ناهضوه ، فوثب أبو جهل يريد أن يأخذ بمجمع ثوبه ، فدفعت في صدره فوقع على استه ، ودفع أبو بكر أمية بن خلف ، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عقبة بن أبي معيط ، ثم انفرجوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف ثم قال لهم : ( أما والله لا تنتهون حتى يحل عقابه عاجلا ) . | قال عثمان : فوالله ما منهم رجل إلا وقد أخذه الخوف وجعل يرتعد ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بئس القوم أنتم لنبيكم ) . | ثم انصرف إلى بيته وتبعناه حتى انتهى إلى باب بيته ، فوقف على السدة ، ثم أقبل علينا بوجهه ثم قال : ( أبشروا ، فإن الله عز وجل مظهر دينه ومتمم كلمته وناصر نبيه ، إن هؤلاء الذين ترون مما يذبح الله بأيديكم عاجلا ) . ثم انصرفنا إلى بيوتنا . | فوالله لقد رأيتهم قد ذبحهم الله عز وجل بأيدينا

عن أسماء بنت أبي بكر قالت : قال لي الزبير بن العوام : لقد رأيت اليوم عجبا | رأيت نفرا من المشركين جلوسا حول الكعبة ورئيسهم أبو جهل بن هشام ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يتآمرون بمناهضته ، فوقف عليهم وقال : ( قبحتم وقبح صاحبكم ) . فكأنهم خرسوا ما فيهم أحد يتكلم ولا يقوم . | ولقد نظرت إلى أخبثهم وأنجسهم وهو يعدو في أثره يعتذر إليه ويقول : كف عنا ونكف عنك . | ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا أكف عنك حتى تؤمن بالله أو أقتلك ) . | قال : وأنت تقدر على قتلي ؟ | قال : ( الله يقتلك ويقتل هؤلاء ) . | فانصرف أبو جهل وأولئك منكسرين .

عن عروة بن الزبير قال : قلت لعبدالله بن عمرو بن العاص : أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم . | قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة ، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط ، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم البينات من ربكم ؟

Page 190