Wadi Natrun
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Genres
وبما أن هذه الكنيسة كانت بلا ريب النواة التي بنى عليها هذا القديس ديره وأنه يوجد بالضبط غرب اطلال دير القديس يوحنا القصير أطلال دير كبير فهذا الدير هو بالتحقيق دير يوحنا الاسود (كاما). وتبلغ مساحته 15400متر مربع فهو يعد بعد دير يوحنا القصير أكبر أديرة وادي النطرون سواء المسكونة منها والخربة.
وقد وضعنا أيضا ألواحا من الشبه (البرونز) مكتوبا عليها أسماء هذه الأديرة الخمسة على أعمدة من الخرسانة المسلحة في الخرائب التي بها أطلال هذه الأديرة كما فعلنا ذلك بدير القديس الأنبا زكريا السابق.
ويوجد ضمن مجموعة هذه الاديرة مدفن واسع للرهبان مساحته زهاء فدانين (8400 متر مربع تقريبا). وقد وضعنا عليه لوحا من الشبه تعريفا له.
المجموعة الثالثة:
تتألف هذه المجموعة من ديرين هما دير الأنبا بشوي ودير السوريان. ويقع هذان الديران في الشمال الغربي للمجموعة السابقة وعلى مسافة منها تتراوح بين 3 و4 كيلو مترات.
المجموعة الرابعة:
تتألف من ديرين أحدهما واقع على مسافة 8 كيلو مترات من الشمال الغربي لغرب المجموعة السابقة، وهو دير منعزل معروف في زماننا هذا بدير البراموس. وهو في الحقيقة دير السيدة براموس. أما الدير المسمى بالاسم الاول فهو دير الروم الذي كان يسمى أيضا باسم رئيسه الأنبا موسى. وهذا الدير الأخير متخرب وأطلاله لا تزال باقية إلى الآن على مسافة قصيرة من الجهة الشمالية الشرقية لدير السيدة براموس. وقد وضعنا على أطلاله لوحا من الشبه مكتوبا عليه اسمه.
ولا بد أن القارئ قد لاحظ من وصف هذه المجاميع الأربع أنه ذكر في كل مجموعة منها دير من الأديرة الأربعة السابقة التي ذكرت بدون أسماء في سيرة حياة البطريرك داميانوس وذكرت بأسمائها في مخطوط الفاتيكان المسطر بالقبطية في سيرة حياة يوحنا كاما وهي: أنبا مقار، وأنبا يوحنا القصير، وأنبا بشوى، والبراموس.
ولا ينبغي مع ذلك أن يظن القارئ أن هذه الأديرة الأربعة كانت مشيدة بالحالة التي نراها عليها الآن، لأنها لو كانت كذلك لما استطاع البربر أن يرتكبوا ما ارتكبوه من الفظائع سواء أكان ذلك في عصر البطريرك داميانوس أم في عصور البطاركة الذين أتوا بعده، ولما كانت هنالك من حاجة إلى أن يتعلق الرهبان بأذيال الفرار أمام أولئك القوم الرحل، وكان غاية ما في الأمر أن يدخلوا حصونهم ويوصدوا أبوابها عليهم وبذلك يأمنون هجمات كل مغير مفاجئ.
هذا، ومن ناحية أخرى فان عدد هذه الاديرة الاربعة يتنافى مع عدد الرهبان الذين كانوا في ذلك العهد. فان عددهم كان قد بلغ 3500 راهب، وهو عدد لاتتسع له مباني الأديرة الأربعة المذكورة بلا ريب. فهذه الاديرة الاربعة المسماة بأسماء منشئيها إنما كانت على ما نرى أديرة مركزية أقيمت حولها أديرة أخرى تابعة لها. فالصحيح أنها كانت مبنية على الطراز الذي كانت تبنى عليه الاديرة في عهدها الاول وبالكيفية التي سبق إيضاحها. وهذا ما يكشف لنا الغطاء عن السر في فرار ساكنيها لدى وصول البربر. ولاتقائهم شر هؤلاء أقيمت فيما بعد أديرة كالتي نشاهدها اليوم ليعتصم بها ساكنو الأديرة الاولى التي تتألف منها المجاميع الاربع السالفة الذكر.
Page inconnue