Wadi Natrun
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Genres
أنبى فالانتنيان الأول
Valentinien 1 (عام 364- 375م). وكانا قد أتيا إلى القديس مقار في الموضع الذي به الآن اطلال هذا الدير، بالقرب من دير السيدة براموس حيث كان هذا القديس حط رحاله بادئ ذي بدء قبل أن يتخذ له مقرا نهائيا في المكان الذي به الدير المسمى باسمه في عصرنا هذا. ولذلك سمي دير البراموس دير الروم أيضا. وقد بنى حيث دفن هذان الاميران الشابان.
وقد جاء في كتاب (الباترولوجية الشرقية ج 5 ص 752) عن سيرة حياة هذين الاميرين أنهما عندما بلغا جبل القديس مقار قابلهما هذا القديس بفرح عظيم وإيناس، وأراهما الموضع الذي ينبغي أن ينزلا به، وقدم لهما الآلات التي يحفران بها في الجبل، فعملا لهما صومعة. وعلمهما هذا القديس أيضا ضفر الخيزران ووضع لهما خطة يسيران عليها، ثم تركها وقفل راجعا إلى صومعته. وانكب الاميران الشابان على أعمال شاقة وأخذا على نفسيهما ميثاقا ألا يكلما إنسيا، واشتغلا بالصوم والعبادة والسهر، فقضيا ثلاث سنوات لم يخرجا في خلالها من صومعتها إلى أى موضع آخر.
وبعد ذلك بزمن قليل أصيب مكسيم بمرض. وعندما شعر بدنو آخرته استدعى القديس مقار فقدم وحضر وفاته ودفنه بجانب صومعته. وبعد أن واروه التراب بثلاثة أيام مرض أخوه دوميس وفاض روحه ودفن بالقرب من جثة أخيه. وأمر القديس مقار بوضع جثتي الاميرين في كهفهما وتسمية هذا الدير: براموس - أي أبا روماؤس
Aba Rômâous
ا.ه.
وبهذه الكيفية أمكننا الآن الوقوف على أسماء الأديرة الاربعة التي يوجد منها في أيامنا هذه الدير الاول والدير الثالث. أما الثاني وهو دير أبي يوحنا القصير. والرابع وهو دير البراموس فلا وجود لهما.
بقى علينا بعد ذلك أن نوفق بين عدد هذه الاديرة الاربعة واعداد الأديرة التي تزيد عليه ونقلها الينا المؤرخون الذين أتوا هذا التاريخ وبينوا لنا أسماء الأديرة التي ذكروها.
ولحل هذه المسألة بطريقة مقنعة توضح بقدر المستطاع ما التبس على القارئ نرى أنفسنا مضطرين إلى أن تتقدم حتى نصل إلى عصرنا هذا ونبين الحالة التي عليها وادي النطرون في أيامنا هذه. ومنها يمكننا بالاستنتاج الوقوف على عدد الأديرة وقوفا إن لم يكن مطابقا للحقيقة تماما فهو مقارب لها. واليك طريقة هذا الحل:
لقد قلنا آنفا إن عدد الاديرة المأهولة في وادي النطرون الآن هو أربعة أديرة وهي: دير أبي مقار، ودير الأنبا بشوي، ودير السوريان، ودير السيدة براموس. ولما كان عدد الاديرة التي لاتزال أطلالها باقية إلى يومنا هذا ومن طراز الاديرة المذكورة يبلغ ثلاثين ديرا، فيكون مجموع هذين العددين أربعة وثلاثين ديرا. وهذا العدد يقارب العدد الذي ذكره الأب شينو كثيرا إذ جاء في كتابه (قديسو مصر ج 2 ص 215) أن عدد الأديرة كان سبعة وثلاثين ديرا قبيل منتصف القرن العاشر الميلادي.
Page inconnue