فتململت وقالت: من جاء بي إلى هنا؟
فقلت: عبدك الجاثي أمامك. - لماذا جئت بي إلى هنا؟ - لم أعرف أين تريدين أن تذهبي يا سيدتي فكنت آخذك.
فظهر عليها التمرمر وقالت: ولكن لماذا جئت بي؟ لماذا؟ - مولاتي! ماذا كنت تنتظرين مني أن أفعل؟ - أين كنت أنت؟ - أنا كنت هناك أيضا. - ماذا كنت تفعل؟ - الأقدار ساقتني إلى هناك ثم وجدتك تتخبطين في الماء فانتشلتك.
فتأففت وقالت: من قال لك أن تنتشلني؟ - العواطف الإنسانية يا سيدتي.
فقالت متألمة: آه. ويلاه! ما الذي جاء بك في تلك الساعة إلى هناك؟
فاستغربت أمرها كل الاستغراب، وقلت لها: هل أسأت السلوك؟ - نعم. لقد تعرضت لما لا يعنيك.
فصحت: ويلي، ويلي! ما خطر لي أني أجني بهذا التعرض عليك يا سيدتي. فسامحيني! - يجب أن تردني إلى حيث وجدتني.
فانتفضت وقلت: ويلاه! أما أنت بشر ؟ - نعم، أنا امرأة من البشر وحرة فيما أفعل، وأريد أن أعيش في قعر البحر. لقد أسأت لي إساءة عظيمة يا هذا. يجب أن تدعني الآن حرة.
وحاولت أن تنهض فخانتها قوتها. فقلت لها: لا تقدرين أن تخرجي الآن.
فقالت ساخطة: شرعت تتعرض لحريتي منذ الآن. - كلا، لا أعارضك يا سيدتي. وإنما تمهلي ريثما تستطيعين الخروج. - أنت تأخذني كما جئت بي. - إني سأفعل يا سيدتي كما تقولين، وإنما أوشك الصبح أن يأتي فقد يصادفنا أحد فيسلمنا للبوليس.
Page inconnue