فأجاب الغازي: نعم يا هانم. سلي سعادة الباشا هل يمكنه أن يأتي إلى هنا الآن. هل ورد له خبر؟ - نعم، ورد تلغراف من حاكم الآستانة الدكتور عدنان بك. - إذن هو نفس نص التلغراف الذي ورد إلي. قولي للباشا أن يحضر. هل يقدر؟ - لقد انتصف الليل يا باشا. - نعم. ونحن ما تعودنا أن نفرق بين الليل والنهار يا هانم.
وحدثت فترة خاطبت الهانم فيها عصمت باشا، ثم قالت: نعم، الباشا يقول أنه في برهة قصيرة يكون عندكم.
ثم خاطب الغازي كلا من سيد بك وزير الحقانية، وشكري بك نائب أزمير، وطلب إليهما أن يأتيا إليه.
ثم دخل إلى قسم الحريم فوجد لطيفة هانم زوجته لا تزال مستيقظة. فنظر فيها ونظرت فيه، وقال: ما بالك يقظة؟ لماذا لم تنامي؟
فأجابت: وأنت ما بالك متجهما هكذا؟ إن من يراك يظنك تبتغي المصارعة.
فحاول الابتسام وقال: نعم، إني أستعد لاحتمال نقمة ثلاث مائة مليون. - ثلاث مائة مليون ليرة ورق أو ذهب؟ دع هذا الحمل على رأس وزير المالية أو على المجلس الوطني الكبير.
فقهقه مصطفى باشا بالرغم من اضطراب مقلتيه في وقبيهما بسبب خفقان فؤاده، وقال: لله منك! ألا تلهجين بغير الذهب؟ ولكنك معذورة، فإن النساء نساء حيثما كن وكيفما كن، لا يخلب ألبابهن إلا بريق الذهب والجواهر. - إذن ضعوا هذه المسئولية على أعناق السيدات وكل واحدة تنزع عقدها من جيدها وتقدمه للوطن. وأنا أفعل ذلك في مقدمتهن. - بورك بك وطنية غيورة يا عزيزتي. لست أقصد ثلاثمائة مليون ليرة، بل ثلاثمائة مليون نفس سأتعرض لنقمتها.
فهبت لطيفة هانم من مكانها مذعورة، وقالت: ويلاه! لماذا؟
فقال الغازي ممازحا: لكي أجعلك إمبراطورة في قصر طولمة بغجة. ألا تريدين؟
فتوردت لطيفة هانم زوجته وقالت: بالله ماذا تقول يا مصطفى؟
Page inconnue