275
ولكنا نرى أن رجلين من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، توفي رسول الله وهو لهما محب وعنهما راض.
قال القوم: من هما؟
قال عمرو: عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر.
قال القوم: عمار بن ياسر! فذاك قتيلكم يوم صفين؟!
قال عمرو: صدقتم والله لقد قتلناه.
كان عمار على رأس كتيبته يوم قتل، وكان ذو الكلاع الحميري من أصحاب معاوية على رأس الكتيبة المواجهة لعمار، فقتلا كلاهما. وتحدث ابن سعد عن أصحابه أن عمرو بن شرحبيل أبا ميسرة - كان رجلا من أصحاب عبد الله بن مسعود ومن خيرهم - قال: رأيت في المنام روضة خضراء فيها قباب مضروبة فيها عمار، وقباب مضروبة فيها ذو الكلاع. فقلت: كيف هذا وقد اقتتلوا؟! فقيل: وجدوا ربا واسع المغفرة.
29
وأطرق القاص حين بلغ هذا الموضع من حديثه إطراقة طويلة، حتى ظن سامعوه أنه لن يقول شيئا فهموا أن يتفرقوا، ولكنه رفع إليهم رأسه وتلا عليهم قول الله عز وجل:
Page inconnue