أربعة إلا كان رابعا، ولا خمسة إلا كان خامسا، وما كان أحد من قدماء أصحاب رسول الله يشك أن عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا اثنين، فهنيئا لعمار بالجنة.» ولقد قيل: إن عمارا مع الحق والحق معه يدور، عمار مع الحق أينما دار، وقاتل عمار في النار.
28
أقبل رجلان من أصحاب معاوية حتى دخلا عليه فسطاطه ومعه عمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو ونفر من أصحابه، فجعلا يختصمان في قتل عمار، كلهم يزعم أنه قاتله. قال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه؛ فإنما تختصمان في النار؛ قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «تقتل عمارا الفئة الباغية، وقاتله وسالبه في النار.» قال معاوية لعمرو: ألا تكف عنا مجنونك يا عمرو؟! ثم التفت إلى عبد الله بن عمرو ، وقال: إن كان هذا رأيك فما لك معنا؟! قال عبد الله: إن أبي شكاني لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فأمرني أن أطيعه ما دام حيا، فأنا معكم ولست أقاتل.
قال معاوية: لم نقتله، إنما قتله من جاء به.
جلس عمرو بن العاص إلى جماعة من أصحابه يسمر معهم بعد أن خلص الأمر كله لمعاوية، فقال له بعض القوم: إنا نرى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
كان يحبك وكان يستعملك أبا عبد الله.
قال عمرو: أما إنه كان يستعملني، وما أدري أكان يحبني أم كان يتألفني،
Page inconnue