فصل
وقوله: "وأمركم بالصدقة؛ فإن مَثَل ذلك مَثَل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه وقدَّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم".
هذا أيضًا من الكلام الذي برهانُه وجودُه، ودليلُه وقوعُه، فإن للصدقة تأثيرًا (^١) عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر؛ فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهلُ الأرضِ كلُّهم مُقِرُّون به؛ لأنهم قد (^٢) جرَّبوه.
وقد روى الترمذي في "جامعه" من حديث أنس بن مالك ﵁ أن النبي ﷺ قال: "إن الصدقة تُطفئ غضب الرَّبِّ، وتدفع مِيتة السوء" (^٣).