والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" (^١)، وفي الحديث: "رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوع والعطش" (^٢).
فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده، فكذلك الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته، فتُصيِّره بمنزلة من لم يَصُمْ.
وقد اخْتُلِفَ في وجود هذه الرائحة من الصائم، هل هي في الدنيا، أو في الآخرة؟ على قولين.
وقد وقع بين الشيخين الفاضلين أبي محمد بن عبد السلام وأبي عمرو بن الصلاح في ذلك تنازع (^٣)، فمال أبو محمد إلى أن تلك في الآخرة خاصة، وصنف فيه مصنفًا (^٤)، ومال الشيخ (^٥) أبو عمرو إلى أن