367

Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Maison d'édition

دار العفاني

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lieu d'édition

مصر

Genres

لقْمًا، إهالةً وسَمْنًا، لقد فُضِّلتُم على أهل الوَبَر، وما سَبَقكم أهلُ المَدَر، رفيقَكم فامنعوه، والمُعْتَرَّ فآوُوه، والناعي (^١) فواسوه".
واللهِ، إنها لَخرافاتٌ يأنفُ من قولها الصبيان، وهم يلعبون.
° قال الصِّدِّيق لوفد بني حنيفة: "ويحكم، أين كان يذهبُ بعقولكم؟ إن هذا لم يخرج من إلٍّ" (^٢).
° وكان الكذَّابُ يقول: "والفيلِ، وما أدراك ما الفيل، له زَلُّومٌ طويل".
° وكان يقول: "والليلُ الدامس، والذئبِ الهامس، ما قَطَعَت أسَدٌ من رَطْبٍ ولا يابس".
° وكان يقول: "لقد أنعم اللهُ على الحُبْلى، أخرج منها نَسَمةً تَسْعى، من بين صِفاقٍ وحَشَا".
وأشياء من هذا الكلام السَّخيف الرَّكيك البارد السَّمج .. وقد أورد أبو بكر بنُ الباقِلاَّني ﵀ في كتابه "إعجاز القرآن" (^٣) أشياءَ من كلام هؤلاء الجَهَلة المُتنبِّئين كمسيلمة، وطُلَيْحة، والأسودِ، وسَجاح، وغيرهم، مما يدلُّ على ضعْف عقولهم وعقولِ من اتّبعهم على ضلالهم ومِحالهم، وقد رُوِّينا عن عمرِو بن العاص أنه وَفَد إلى مسيلمة في أيام جاهليته. فقال له مُسيلِمة: "ماذا أُنزل على صاحبكم في هذا الحين؟ فقال له عمرو: لقد

(^١) وفي نسخة: والباغي فناوئوه.
(^٢) قال ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٦١): "إن هذا لم يخرج من إِلٍّ"، أي ربوبية والإِلُّ بالكسر هو الله تعالى، وقيل: الإِل: هو الأصل الجيد.
(^٣) "إعجاز القرآن" (ص ١٥٦، ١٥٧).

1 / 375