النبي ﷺ جميعًا بعد فتح خيبر (^١).
لقد كان سلاَّمُ بنُ أبي الحُقَيْق من أخطرِ أعداءِ النبي ﷺ والإسلام والمسلمين، وكان لا بد من وضع حدٍّ لنشاطِه المخرِّب، فقد كان لا يُريحُ ولا يَسْتَريح، ولكنَّ القضاءَ عليه لم يكن سهلًا ميسورًا، وبخاصةٍ وهو في حِصْنه الحصين، بين أهله وذَوِيه الأقوياء، في وَسَطِ خَيْبرَ المُحصّنَةِ ذاتِ الحصون والقلاع، التي يحميها عشرةُ آلاف مقاتل (^٢)، والتي تستطيعُ إرسالَ ثلاثةِ آلافِ مقاتل فورًا (^٣)، فلابدَّ من أن يوكِّلَ أمرَه إلى بَطلٍ مقدام، وكان هذا البطل هو عبدُ الله بن عَتِيك.
° قال ابن إسحاق: "لما قَتلت الأوسُ كعبَ بنَ الأشرف استأذنت الخزرجُ رسولَ رسول الله ﷺ في قَتل سَلاَّم بنِ أبي الحُقيق وهو بخيبر، فأَذِن لهم، قال: فحدَّثني الزُّهريُّ عن عبد الله بن كعبِ بنِ مالك قال: كان ممَّا صَنَع اللهُ لرسوله أن الأوسَ والخزرجَ كانا يتصاوَلانِ تصاوُلَ الفَحْليْن، لا تَصنعُ الأوسُ شيئًا إلاَّ قالت الخزرَجُ: واللهِ لا تذهبون بهذه فضلًا علينا -وكذلك الأوس-، فلمَّا أصابت الأوسُ كعبَ بنَ الأشرف تذاكرت الخزرجُ: مَن رجلٌ له من العداوة لرسول الله ﷺ كما كان لكعب؟ فذكروا ابنَ أبي الحقيق وهو بخيبر" (^٤).
(^١) "فتح الباري" (٧/ ٣٩٧).
(^٢) "مغازي الواقدي" (١/ ٣٧٣).
(^٣) "مغازي الواقدي" (١/ ٣٩٣).
(^٤) "فتح الباري" (٧/ ٣٩٧).