عائشة ﵂: يا رسول الله، لم تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» (١). وقد ثبت عنه ﷺ أنه قرأ في ركعة واحدة من قيام الليل: سورة البقرة، والنساء، وآل عمران (٢)، ورآه حذيفة ﵁ يصلي أربع ركعات من الليل قرأ فيهن: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة أو الأنعام (٣). وقالت عائشة ﵂ عن النبي ﷺ: «كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته - تعني بالليل - فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأُ أَحَدُكُم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه» (٤). وقد كان ﷺ يرتاح لذلك ولا يملُّ من عبادة ربه ﷿؛ بل كانت الصلاة قُرَّةَ عينه، فعن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «حُبِّبَ إليّ النساء والطيب، وجُعِلت قُرَّةُ عيني في

(١) متفق عليه: البخاري، برقم ٤٨٣٦/ ٤٨٣٧، ومسلم، برقم ٢٨١٩، ٢٨٢٠ من حديث عائشة والمغيرة ﵄ وتقدم تخريجهما. (٢) مسلم، برقم ٧٧٢، وتقدم تخريجه. (٣) أبو داود، برقم ٨٧٣، والنسائي، برقم ١٠٤٩، وتقدم تخريجه. (٤) البخاري، كتاب الوتر، باب ما جاء في الوتر، برقم ٩٩٤.