Voluntary Charity in Islam
صدقة التطوع في الإسلام
Maison d'édition
مطبعة سفير
Lieu d'édition
الرياض
Genres
الأول: ترك الحرام، وهو زهد العوام
والثاني: ترك الفضول من الحلال، وهو زهد الخواص
الثالث: ترك ما يشغل عن الله، وهو زهد العارفين (١).
ولا يُعلِّقُ المؤمن قلبه بالدنيا؛ فإنه ﷺ قال في حديث أبي هريرة ﵁: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» (٢).
قال الإمام النووي ﵀: «ومعناه أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا: من الشهوات المحرمة، والمكروهة، مكلف بفعل الطاعات
الشاقة، فإذا مات استراح من هذا، وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له، من النعيم الدائم، والراحة الخاصة، من النقصان، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته، وتكديره بالمنغصات، فإذا مات صار إلى العذاب الدائم، وشقاء الأبد» (٣).
وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «رُبَّ أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره» (٤).
وعن عائشة ﵂ قالت: «توفي رسول الله ﷺ وما في رفي من شيء يأكله ذو كبدٍ إلا شطر شعير (٥) في رفٍّ لي، فأكلت منه حتى طال عليَّ،
_________
(١) مدارج السالكين، لابن القيم، ٢/ ١٢.
(٢) مسلم، كتاب الزهد، باب الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، برقم ٢٩٥٦.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم، ١٨/ ٣٠٥.
(٤) مسلم، كتاب البر والصلة، باب فضل الضعفاء، برقم ٢٦٢٢.
(٥) شطر شعير: شيء من شعير. جامع الأصول، ٤/ ٦٨٨.
1 / 112