Les Yeux des Questions et Réponses
عيون المسائل والجوابات
Genres
============================================================
مقالات البلخي حكيما، لا يفعل خلاف الحكمة؛ إما بأن لا يجوز خلافها منه، أو بما يدل عليه الدليل أنه لا يفعل خلافها على حال وجب عليه أن يعلم أنه لو كان مع الصانع قديم غيره لأقام له دليلا عليه ولم يخله. والشك في ذلك والتجويز له حتى لا يعرف الخالق له المنعم عليه فيشكره إذا لم يجذ في الأشياء دليلا على اثنين دون ثلاثة ولا على ثلاثة، دون أربعة، وصح عنده حكمة صانعه علم أنه لا قديم غيره. وليس القول في الذي يبني المسجد على هذا السبيل؛ لأنه قد (15با يجوز أن يكون الباني حاذقا بالبناء، وفي غاية المعرفة، ويكون مع/ ذلك غير حكيم، فلا يدل على نفسه. ويجوز أن يكون حكيما فيعجز عما يريد من ذلك، وان قدر على نفس البناء وعلى إحكامه وإتقانه.
دليل آخر: قالوا: ومن الدليل على إفساد قول من أثبت قديمين أو أكثر من ذلك أنه: لو جاز وجود قديمين، صفة كل واحد منهما صفة الواحد جل ذكرة، لم يخل أنه إذا أراد أحدهما أن يحرك جسما وأراد الآخر أن يسكنه من أن يكونا قادرين على التمانع، أو غير قادرين عليه. وفي كل الأمرين ما يوجب الحدث والحاجة؛ لأنهما إن كانا قادرين على التمانع، فأحدهما يحتاج إلى صاحبه ولا يجوز ذلك عليهما إلا لنقص. وفي التمانع أحد معاني قول الله عز وجل: ( لوكان فيهماء الهة إلا الله لفسدتا) (الأنبياء: 22)، وقوله: ولعلا بعضهم على بعض) [المؤمنون: 91)، وإن لم يكونا قادرين على ذلك فهما أيضا عاجزان منقوصان؛ لأن من لم يوصف بالقدرة على إنفاذ إرادته وبلوغ محبته ومنع غيره من صنعه والحؤل بينه وبين الاعتراض عليه فهو عاجز منقوص.
Page 642