Usul Masail Al-Aqidah 'Inda Al-Salaf Wa 'Inda Al-Mubtadi'ah

Saud bin Abdulaziz Al-Khalaf d. Unknown
71

Usul Masail Al-Aqidah 'Inda Al-Salaf Wa 'Inda Al-Mubtadi'ah

أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة

Maison d'édition

*

Numéro d'édition

١٤٢٠هـ

Année de publication

١٤٢١هـ

Genres

فنجد أن الله حد الحدود في الزاني البكر الجلد، وفي الثيب الرجم، وفي شارب الخمر الجلد، وفي السارق القطع. والنبي ﷺ نفذ هذه الحدود فيمن ارتكب شيئًا من المنهيات، ولم يقتل إلا من كان حده القتل، وكذلك فعل أصحابه رضوان الله عليهم. فهذا دليل واضح على أنه لا يخرج من الإسلام ولا يكفر. ٢أن الله جل وعلا قد أثبت الإيمان لبعض العصاة في مثل قوله ﷿: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الحجرات٩] . فوصفهم بالإيمان في حال القتال، وهذا يدل على أنهم لا يخرجون بذلك من الدين. وكذلك قال ﷺ في كلامه عن الحسن بن علي ﵁: "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".١ فوصفهم بالإسلام مع وقوع القتال بينهم، مما يدل على عدم خروجهم من الإسلام. ٣أنهم في الآخرة تحت المشيئة داخلون تحت عموم قوله ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء٤٨] . كما ثبت في أحاديث كثيرة خروج أناس كثير من العصاة من النار، كما أن أحاديث الشفاعة تدل على أنه لا يخلد في النار إلا الكفار، فلو كان مرتكبو الكبائر كفارًا كفرًا أكبر لكانوا من الخالدين في النار، وفي هذا كفاية ومقنع لمن هداه الله. وقبل أن نختم الكلام في هذه المسألة نشير إلى أمر مهم اشترك فيه سائر المخالفين للسلف في الإيمان وهو: أنهم زعموا أن الإيمان كل لا يتجزأ إذا ذهب بعضه ذهب كله.

١ أخرجه البخاري ٥/٣٦١ح٢٧٠٤ كتاب الصلح.

1 / 72