Les Principes de la Religion
أصول دين
Genres
خلو التكليف من وجوه القبح
عرفنا أن الله تعالى حكيم لا يفعل القبيح، وذلك بأدلة قطعية لا شك فيها. والتلكيف فعل من أفعال الله تعالى، فهو إذن خال من وجوه القبح كلها؛ أي إن التلكيف يخلو من الظلم، ومن الكذب، ومن العبث.
أما خلوه من الكذب فظاهر لأن التكليف ليس خبرا؛ إنما هو طلب للقيام بأمور، وترك أخرى.
أيضا يخلو التلكيف من العبث؛ لأن فيه مصلحة عائدة إلينا. وقد قال تعالى { لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين } (الأنبياء:17).
أيضا يخلو التلكيف من الظلم، ولكي يتحقق هذا فلا بد من أن تتوفر مجموعة من الأمور في كل من المكلف، وفي المكلف به؛ والمكلف.
فشرط المكلف هو أن يكون هو الذي يحدث أعماله، أي هو الفاعل الحقيقي لها؛ ثم يجب أن يكون هو الفاعل لها باختياره الكامل.
وشرط المكلف به هو أن يكون في وسع المكلف؛ أي يكون في طاقة وقدرة المكلف أن يعمل ما كلف به.
وشرط المكلف أن لا يمنع المكلف من أداء ما كلف به، وأن يعينه على التكليف، وأن لا يغريه على مخالفة التكليف.
فإذا تحققت هذه الأمور خلا التكليف من الظلم؛ لأن العقاب المترتب على مخالفة التكليف سيكون سببه الخالص هو فعل العبد، وسوء اختياره.
وما يلي تفصيل كل منها.
Page 83