تحقيق حد معقول من التفصيل فيها، وذلك بمعرفة أغلب ما أشار إليه القرآن الكريم عن الله تعالى.
أما تأثيرها فهذا يعود على الفرد. نعم هناك طرق وقواعد تساعد الفرد على تحويل معرفته من معرفة جامدة إلى معرفة فاعلة، ولكن ليس هذا موضعها.
التقليد
وبما أننا نسعى إلى تحقيق معرفة تقوم على الدليل، فلا بد من الإشارة إلى المعرفة القائمة بلا دليل، نحو المعرفة بالتقليد التي هي بناء المعرفة على أساس قول الغير.
التقليد: هو اعتقاد صحة قول الغير، بغير اعتماد على حجة ولا بصيرة.
أي أن نؤمن بفكرة ونصدقها لأن فلانا قالها فحسب، بغير نظر إلى الدليل أصلا. أما النظر في أقوال العلماء السابقين وفي أدلتهم، واختيار القول الذي يوافق الدليل، فلا يعد تقليدا؛ لأن الباحث هنا، يتبع الدليل، ويستعين بأقوال العلماء السابقين في تبيين المسألة وشرحها.
وقد اختلف المسلمون في صحة التقليد في معرفته تعالى إلى فريقين أساسيين:
فريق قال بأنه يجوز تقليد المحق في معرفة الله تعالى، لأنه يتعذر على الجميع البحث لنفسه في أصول الدين.
وفريق منع من ذلك لعدم وجود سبب يرجح تقليد أحد دون آخر. فالمقلد عندما يختار بين مختلف الأقوال بغير نظر إلى دليل، يكون متبعا لهواه ومزاجه الشخصي وذوقه في اختيار قول دون قول. ومثل هذا الأمر لا يستحسنه أي عاقل. وهذا الرأي هو الراجح.
ثم إننا إذ نرجح عدم جواز التقليد في معرفة الله؛ فليس مرادنا أن على المكلف أن يبحث في تفاصيل أصول الدين، وفي الشبه المثارة، وفي جميع الأدلة؛ فهذه لا يمكن للكل القيام بها قطعا، لاختلاف الإمكانات الذهنية للأفراد، واختلاف ظروفهم الزمنية والمكانية، إنما مرادنا أمران:
أولا: تحقيق الحد الأدنى من معرفة الله القائمة على الدليل، مع شيء من الاشكالات والرد عليها.
Page 14