Les Principes de la Religion
أصول دين
Genres
أيضا مما يحصل من قبله تعالى هي الآلام الحاصلة بسبب جعل الله تعالى الناس درجات؛ فمنهم الذكي ومنهم البليد، ومن هذا التفاوت يحصل تفاوت في العلم أو المال أو غير ذلك. فإذا لحق المحروم من المال أو من العلم أو من الجاه ذلة أو مهانة، أو كمد، فإن هذا الألم ينسب إليه تعالى لما كان هو المسبب له. ولهذا فإن العبد يستحق من الله تعالى على ذلك العوض.
الآلام الحاصلة من غير الله تعالى ابتداءا
أما ما هو حاصل من غير الله، ويعوض الله عليه، فذلك نحو:
إقامة الحدود على التائبين، وذبح الأنعام في النذر والهدي. فهذه كلها آلام، والله تعالى قد أمر بها أو ندب إليها. فلا بد من أن يعوض الله تعالى من أصابه شيئا منها.
كونه تعالى خلى بين الظالم والمظلوم، فلم يعجل نصرة المظلوم في الوقت الذي وقع فيه الظلم. فإنه تعالى ينصف المظلوم من من ظلمه أولا، ثم يعوض الله تعالى العبد الذي لم يسخط على حكم الله تعالى. ولا يكون هنا العوض من الله تعالى، إلا إذا لم يكن في وسع العبد أن يدفع عن نفسه الظلم؛ أما إذا أمكنه ذلك ولم يدفعه عن نفسه، بسبب مذلة، أو جبن، فلا يستحق من الله العوض، بل قد يستحق العقوبة على سكوته عن حقه. نسأل الله تعالى أن ينصرنا على من ظلمنا.
Page 101