وقال: { لهم عذاب مقيم } (¬1) وقال في الجنة: { عطاء غير مجذوذ } (¬2) وقال: { لا مقطوعة ولا ممنوعة } (¬3) وقال: { أكلها دائم وظلها } (¬4) ولم يقل في شيء من الدنيا مثل ذلك، بل وصفها بالزوال والفناء، وجعلها دار الغرور و « { هشيما تذروه الرياح } (¬5) وكأن لم تغن بالأمس. ولو دام النعيم فيها ألف سنة كعمر نوح عليه السلام لم يصفها بالبقاء والخلود، ولكن الناس يقولون (¬6) بعضهم لبعض: ما أنت بمخلد في الدنيا ولو طال عمرك. فنقضت المرجئة ما اجتمعت عليه الأمة من أن الله حكيم ليس بعابث، وأن العبث عنه منفي في جميع أفعاله، وأن من حكمته [أن يجعل] (¬7) لطاعته كيف تؤتى، وأن يجعل لمعصيته كيف تتقى بغاية الزجر عن معصيته، وغاية الترغيب والتحضيض (¬8) على طاعته لئلا تؤتى معصيته من قبله، ويستخف بحقه وأمره ونهيه من قبله، وأن من فعل هذا ليس بحكيم، ولو جاز هذا على الله [لجاز] (¬9) أن يهملهم ويتركهم سدى مهملين لا تكليف عليهم على أنهم عقلاء. ولو جاز هذا لجاز أن يأمرهم ويدعوهم إلى معصيته والفرية عليه، وينهاهم عن طاعته وإجلاله وتعظيمه. ومن فعل هذا فليس (¬10)
¬__________
(¬1) 46) سورة التوبة: 68.
(¬2) 47) سورة هود: 108.
(¬3) 48) سورة الواقعة: 33.
(¬4) 49) سورة الرعد: 35.
(¬5) 50) سورة الكهف: 45.
(¬6) 51) - من ب، وفي ج: يقول.
(¬7) 52) - من ر.
(¬8) 53) هو من فعل حضض، والحض ضرب من الحث في السير وفي كل شيء. وقال الأزهري: الحض الحث على الخير. ويقال: حضضت القوم على القتال تحضيضا: إذ حرضتهم. وفي الحديث ذكر الحض على الشيء جاء في غير موضع، وحضضه أي حرضه، والمحاضة: أن يحث كل واحد منهما صاحبه. والتحاض: التحاث، وقرئ: ولا تحاضون على طعام المسكين، وقرئت: ولا يحضون، ولا تحضون، ولا تحاضون. قال الفراء: وكل صواب. أنظر مادة «حضض» في لسان العرب، ج7/136.
(¬9) 54) + من بقية النسخ. وفي ج: يقول.
(¬10) 55) ح، م: ليس..
Page 79