49

Les principes de la fatwa en jurisprudence selon l'école de pensée malékite

أصول الفتيا في الفقه على مذهب الإمام مالك

Enquêteur

محمد العلمي

Maison d'édition

الرابطة المحمدية للعلماء

Édition

الأولى

Année de publication

1440 AH

Lieu d'édition

الرباط

والمناظرة فيه))، ((كان حادا حاذقا بصيرا بحدود المناظرة حاضر الجواب مليح المناظرة))، ((كان مذهب أبي عثمان(1) الاختيار والنظر والمناظرة وفهم القرآن والمعرفة بمعانيه)) ((كان مذهبه النظر، ولا يرى التقليد)) ((له كتب في النظر))(2).

وفي المقابل أكثر ابن حارث في تراجمه من رصد قصور النظر عند بعضهم، فيقول مثلا في بعض من ترجم له: ((كان في المناظرة باللسان والمناهضة بالحجاج غير بالغ ولا منته حيث ينتهي غيره)).

وحسبنا أن نذكر تعليقه اللاذع في حق يحيى بن عمر الأندلسي، حيث أورد ابن حارث حكاية للقصري أنه قال عن يحيى بن عمر: ((كنت أسأله عن الشيء من المسائل، فيجيبني، ثم أسأله بعد ذلك بزمان عن تلك الأشياء بأعيانها، فلا يختلف قوله، ولا يتناقض جوابه))(3). قال ابن حارث معلقا: «هذا الوصف منه يدل على ركود النظر وقلة الإجالة للفكر، وعلى الاقتصار على المقال المحفوظ))(4).

المنحى الثالث في شخصية ابن حارث الفقهية، كونه من رواد الفقه العملي، وخصوصا في بابيه الكبيرين، الوثائق ونوازل الأحكام.

أما الوثائق، فقد ألف ابن حارث كتابا في الشروط وآخر في المحاضر، وهما كتابان اعتمدهما أهل المذهب في عدد من المسائل، ونقلوا عنهما في غير ما موضع.

(1) أي: سعيد بن الحداد القيرواني (ت302هـ).

(2) أمثلة كثيرة على هذا المعنى في كتب ابن حارث في التراجم، انظر بعضها في أخبار علماء إفريقية (ص: 188،159، 204، 221، 211، 215، 217، 234، 257،278، 282، 284). وانظر نقولا عنه بهذا المعنى في ترتيب المدارك: (205/4، 206، 235، 233، 309). (78/5، 112، 129، 132، 298). (33/6).

(3) أخبار علماء افريقية (ص: 184).

(4) أخبار علماء افريقية (ص: 184).

48