26

Les principes de la fatwa en jurisprudence selon l'école de pensée malékite

أصول الفتيا في الفقه على مذهب الإمام مالك

Enquêteur

محمد العلمي

Maison d'édition

الرابطة المحمدية للعلماء

Édition

الأولى

Année de publication

1440 AH

Lieu d'édition

الرباط

أما ما عند ابن ماكولا من أنه : «كان حياً في حدود سنة ثلاثين وثلاثمائة»(1)، فلا بد من استبعاد ما يلزم منه هنا، فقد ثبتت حياة ابن حارث بعد هذا بكثير، كما تدل عليه فتاواه مع أهل الشورى المنقولة في المعيار وغيره، كما سنشير إليه.

إلا أن القولين الأولين يعكر عليهما أن ابن حارث عاش بعد وفاة الخليفة الأموي الحكم بن عبد الرحمن المستنصر بالله، المتوفى سنة (366 هـ). فقد ذكروا أن أحوال ابن حارث انقلبت بعد وفاة الخليفة الحكم المستنصر، وتغلب المنصور ابن أبي عامر بعده في السنة نفسها، حتى اضطر إلى بيع الأدهان في حانوت بقرطبة(2).

وهذا إن صح، يُبعِد أن تكون وفاة ابن حارث سنة (361هـ)، أو في سنة (364 هـ)، ولهذا قال الذهبي في ترجمة ابن حارث، في تذكرة الحفاظ: «ومات في صفر سنة إحدى وستين وثلاثمائة هكذا في النسخة، وهذا خطأ؛ فإن المستنصر عاش بعد هذا الوقت، فلعلها سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فيحرر هذا ويتقن»(3).

فالراجح أن تكون وفاته بعد سنة (366 هـ)، أو في سنة (371هـ)، كما احتمل الذهبي. والله أعلم.

أما مدفنه، فكان بقرطبة، قال ابن الفرضي: «ودفن بمقبرة مومرة»(4).

(1) الإكمال (3/261).

(2) ترتيب المدارك (6/268).

(3) تذكرة الحفاظ (ص: 1002).

(4) تاريخ علماء الأندلس (2/148).

25