L'Organe Nouveau : Instructions Véridiques pour Interpréter la Nature
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
Genres
literate experience (الخبرة الكتابية/المتعلمة/غير الأمية)، رغم ذلك فلا يؤمل من هذا إلا نتائج متواضعة. أما الشيء الأهم فإنما يأتي من الضياء الجديد من المبادئ (القوانين/القضايا) التي تستنبط بمنهج وقاعدة وثيقين من الجزئيات المذكورة، والتي قد تشير بدورها إلى جزئيات جديدة، ذلك أن طريقنا لا يمضي عبر سهل مستو، بل ينجد ويتهم، صاعدا أولا إلى المبادئ ثم هابطا إلى النتائج. ••• (104) ولكن علينا ألا نسمح للفهم بأن يقفز ويطير من الجزئيات إلى المبادئ القصية والشديدة العمومية (كتلك التي تسمى «المبادئ الأولى» للفنون والأشياء)، ثم ينطلق منها - مسلما بيقينها الذي لا يتزعزع - ليبرهن بها على المبادئ الوسطى ويفصلها، وهو المتبع حتى الآن، إذ إن العقل ميال بطبعه لأن يفعل ذلك، بل هو مدرب عليه ومعتاد من خلال نموذج البرهان «القياسي»
syllogistic ، ولكننا لا نأمل خيرا من العلوم إلا عندما ننتقل على سلم أصيل صاعد بدرجات متتالية بلا ثغرات أو كسور، من الجزئيات إلى المبادئ الصغرى، ثم إلى المبادئ الوسطى، الواحد تلو الآخر، انتهاء بالمبادئ الأعم، ذلك أن المبادئ الدنيا غير بعيدة من الخبرة الخام، والمبادئ العليا (كما هي متصورة حاليا) تصورية ومجردة وتفتقر إلى الصلابة، إنما المبادئ الوسطى هي الصادقة السليمة الحية التي تقوم عليها الشئون البشرية والمصائر البشرية، وأيضا المبادئ التي فوقها، وهي حقا الأكثر عمومية على أنها عندي غير مجردة بل محدودة بالمبادئ الوسطى.
لذا ينبغي ألا نزود الفهم البشري بأجنحة، بل بالأحرى بأثقال مدلاة حتى نعقله عن الوثوب والطيران، وهذا ما لم يعمل حتى الآن، وعندما يعمل سيكون لنا في العلوم أمل أكبر. ••• (105) في عملية تكوين المبادئ،
76
ينبغي أن نبتكر شكلا آخر من الاستقراء غير المستخدم حتى الآن، وينبغي أن نستعمله لإثبات واكتشاف لا «المبادئ الأولى»
first principles (كما يطلق عليها) فحسب بل المبادئ الصغرى
77
أيضا والوسطى وجميع المبادئ في الحقيقة؛ ذلك أن الاستقراء الذي ينطلق من التعداد البسيط هو شيء طفولي، استنتاجاته قلقة وعرضة للخطر من أي شاهد مضاد، وهو - بصفة عامة - يحكم بناء على عدد صغير جدا من الوقائع، وعلى تلك الوقائع المتوافرة فحسب، أما الاستقراء الذي نريده من أجل اكتشاف العلوم والبرهنة عليها فينبغي أن يحلل الطبيعة بواسطة عمليات نبذ واستبعاد مناسبة، وعندئذ بعد عدد كاف من السوالب يصل إلى استنتاج عن الأمثلة الموجبة، وذاك شيء لم يعمل حتى الآن بل لم يحاول، باستثناء أفلاطون الذي استخدم حقا على الشكل من الاستقراء إلى حد ما بغرض تمحيص التعريفات والأفكار، ولكن لكي نهيئ هذا الاستقراء أو البرهان لعمله تهيئة جيدة ومناسبة: ثمة أشياء كثيرة جدا يجب تقديمها، والتي لم يفكر فيها أحد من الخلق حتى الآن، حتى إننا سيلزمنا بذل جهد فيه أكبر مما بذل حتى الآن في القياس،
78
وهذا النوع من الاستقراء يتعين استخدامه ليس فقط لاكتشاف المبادئ، بل أيضا لتكوين المفاهيم، وإنما على هذا الاستقراء ينعقد أملنا الأكبر. ••• (106) ولكن في عملية تكوين المبادئ بواسطة هذا النوع من الاستقراء يتعين علينا أيضا أن ندرس ونتفحص ما إذا كان المبدأ المتكون مفضلا على مقاس تلك الجزئيات فحسب التي استمد منها، أم هو أكبر من ذلك وأوسع مجالا، فإذا كان ذا مجال أكبر وأوسع فإن علينا أن ننظر هل يقدم هذا المبدأ تأييدا لهذا المجال الأعرض - كما بنوع من الضمانة الإضافية - بأن يدلنا على جزئيات جديدة، بحيث لا نكون متشبثين فقط بأشياء معروفة أصلا، ولا قابضين بطيش على ظلال وأشكال مجردة لا على أشياء صلبة مقومة في المادة، وعندما نسلك في عملنا هذا المسلك، هنالك سيكون لدينا ما يدعونا إلى الأمل الحقيقي. ••• (107) وهنا أيضا نكرر ما قلناه آنفا
Page inconnue