أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب
تأليف
الإمام العلامة جلال الدين السيوطي
المتوفي سنة٩١١ هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبالله العظيم نستعين
Page inconnue
الحمدُ لله الذي أتقن بحكمته كل شيء فاحتبك، وبعث حبيبه محمدًا ﵌ فأنار به كل حلك، وآتاه من المعجزات والخصائص ما لم يُؤتَه نبي ولا مَلَك،
1 / 15
وجعل جنده الملائكة تسير معه حيث سَلَك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما سار فُلك ودار فَلك.
هذا أنموذج لطيف، وعنوان شريف، لخصته من كتابي الكبير الذي جمعت فيه المعجزات والخصائص النبوية بدلائلها،
1 / 16
وتتبعت فيه الأحاديث الواردة في منصب النبوة وعظيم فضائلها،
1 / 17
قصرته على إيراد الخصائص سردًا وجيزًا، وميزت فيه كل نوع من أنواعها تمييزًا، وسميته:
أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وينحصر في بابين:
الباب الأول
في الخصائص التي اختص بها عن جميع الأنبياء ولم يؤتها نبي قبله
وفيه أربعة فصول
1 / 18
الفصل الأول
فيما اختص به ﵌ في ذاته من الدنيا
... اُختص ﵌ بأنه أول النبيين خلقًا، وبتقدم نبوته، فكان نبيًا وآدم
1 / 19
بين الماء والطين، وبتقدم أخذ الميثاق عليه، وأنه أول من قال: بلى يوم «ألست بربكم»،
1 / 20
وخلق آدم وجميع المخلوقات لأجله، وكتابة اسمه الشريف على العرش، وكل سماء وما فيها والجنان وسائر الملكوت، وذكر الملائكة له في كل ساعة،
1 / 21
وذكر اسمه في الأذان في عهد آدم وفي الملكوت الأعلى،
1 / 22
وأخذ الميثاق على النبيين آدم فمن بعده أن يؤمنوا به وينصروه،
1 / 23
والتبشير به في الكتب السابقة، ونعته فيها ونعت أصحابه
1 / 24
وخلفائه وأمته،
1 / 25
وحجب إبليس من السموات لمولده وشق صدره في أحد القولين، وهو الأصح،
1 / 26
وجعل خاتم النبوة بظهره بإزاء قلبه حيث يدخل الشيطان، وسائر الأنبياء كان الخاتم في يمينهم، وبأن له ألف إسم،
1 / 27
وباشتقاق اسمه من اسم الله، وبأنه سمي من أسماء الله بنحو سبعين اسمًا، وبأنه سُمي أحمد ولم يُسم به أحد قبله،
1 / 28
وقد عُدَّت هذه الخصائص في حديث "مسلم".
وبإظلال الملائكة له في سفره، وبأنه أرجح الناس عقلًا، وبأنه أوتي كل الحسن
1 / 29
ولم يؤت يوسف إلا شطره، وبغطه ثلاثًا عند ابتداء الوحي، وبرؤيته جبريل في صورته التي خلق عليها، عد هذه "البيهقي".
وبانقطاع الكهانة لمبعثه،
1 / 30
وحراسة السماء من استراق السمع، والرمي بالشهب، عدّ هذه "ابن سبع".
1 / 31
وبإحياء أبويه له حتى آمنا به،
1 / 32
وبوعده بالعصمة من الناس، وبالإسراء وما تضمنه من اختراق السموات السبع والعلو إلى قاب قوسين،
1 / 33